فقه المجتمعات المنقرضة: عود على بدء / الحسن ولد مولاي اعل

أربعاء, 21/10/2020 - 18:38

في هذا المنكب البرزخي، والمنتبذ القصي الذي كتب عليه العيش خارج المألوف في الأقطار من حوله ألف الشيخ محمد المامي ولد البخاري رحمه الله تعالى، كتابه الفريد: "كتاب البادية" ليختصر للبدو الرحل ما يناسب حالهم وظروفهم، وجوالب رخصهم، من فرض عين المسلم، متجاوزا إشكالات بالعشرات، تتعلق بأحكام اهل القرى والحضر،  وتسود صفحات المؤلفات المعتمدة في حواضر الإسلام؛ 

ثم أنجز الشيخ محمد مولود ولد احمد فال اليعقوبي، "آده" رحمه الله تعالى موسوعته الفقهية النظمية البديعة: "كفاف المبتدي" فراوح فيها بين المشهور والراجح، ودأب على تكرار ذكر الوجه الآخر، بل وترجيحه احيانا، ثم ضرب صفحا عن صلاة الجمعة وفقهها الذي يسود مئات الصفحات في كتب الفقه، متونا وشروحا، لأنها عبادة لا تعلق لها بذمة البدوي اصلا، كما تجاوز معاملات وعمليات بيع وشراء، افاض فيها الفقهاء طويلا،  لأن وقوعها لا يتصوى إلا في الحواضر؛، حيث القصور والعمارات.

هل سمع احد، قط، ان أياا من اهل العلم الذين يشار إليهم، فد نقم على اي من هذين الشبخين صنيعه، او عاب عليه إهماله لأحكام شرعية مقررة، متضمنة في مراجع مذهبية معتمدة ومزكاة؟ طبعا لا..!!، وهنا يرد سؤال اللحظة: لما ذا ثارت ضجة عارمة، وقامت الدنيا ولم تقعد، لان احد العلماء طالب بتجاوز فصول من الاحكام المذهبية، تضمنها المختصر او غيره، وهي تتعلق ببيئات واحوال وحاجات وضرورات منقرضة؟!

تصفح أيضا...