مفوضة البنية التحتية بالاتحاد الافريقي تلقي الكلمة الرئيسية في إحتفالية مرور 75 عاما على اجتماع الآباء الأوائل للتحرير في افريقيا
>> أماني أبو زيد : "أفريقيا طوت صفحة الاستعمار المظلم لتصبح القارة أسرع نموا"
ألقت الدكتورة أماني أبو زيد مفوضة الطاقة والبنية التحتية في الإتحاد الأفريقي الكلمة الرئيسية في الاحتفالية التي أقامتها مدينة مانشستر البريطانية وذلك بمناسبة مرور ٧٥ عاما على اجتماع الآباء الأوائل للتحرير في افريقيا .
و قدم الندوة البروفيسير Khalid Nedvi رئيس المعهد العالمي للتنمية Global Institute for Development وبحضور عدد كبير من الأساتذة من الجامعات البريطانية .
وأعربت الدكتورة أماني أبو زيد في كلمتها في الاحتفالية عن سعادتها بالمشاركة في الاحتفالية, وقالت : لقد تغيرت أشياء كثيرة منذ ذلك الحين في العالم كما تغيرت أشياء كثيرة في أفريقيا. بالفعل تغيرت أشياء كثيرة منذ العام الماضي ، كما تغيرت العديد من المبادئ خاصة تلك التي جمعت هذه المجموعة المتميزة من المفكرين والقادة ، بينما لم يتغير بعضها بعد.
وأضافت مفوضة البنية التحتية بالاتحاد الأفريقي : لقد طرح كل من هؤلاء القادة العظماء أفكارهم واستراتيجياتهم الخاصة فيما يتعلق بكيفية إنهاء استعمار و تنمية إفريقيا ، وهذه الأفكار تكمن ورائها العديد من التطورات والاستراتيجيات والسياسات في أفريقيا اليوم .
و دعت الدكتورة أماني أبو زيد الى دعم القارة في تنفيذ استراتيجياتها الرامية إلى النهوض و تحقيق الرفاه لكل مواطنيها و ذلك من خلال شراكات بناءة داخل و خارج القارة .
وأوضحت أبوزيد إن روح التحدي و التمسك بالأمل و العمل الجاد و الإخلاص رغم المصاعب هي التي ساعدت أفريقيا على تحرير نفسها من الاستعمار ومن الفصل العنصري ، وتحقيق تقدم اقتصادي واجتماعي وثقافي كبير. كما أرست أفريقيا الأسس لوحدتها ، من خلال إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية ، التي أصبحت فيما الاتحاد الأفريقي في عام 2002.
وأشارت الدكتورة أماني أبو زيد في كلمتها إلى أن الاتحاد الأفريقي اليوم في طليعة الفكر الإنمائي ودعم الشراكات لصالح أفريقيا والأفارقة , وأنه يتم دعم هذه الشراكات على أعلى مستوى سياسي في القارة التي تجمع بين الحكومات والهيئات الإقليمية والمجتمع المدني.
وقالت : أنه هذه هي الروح الكامنة وراء أجندة 2063 ويمكنني أن أقول بثقة إن استراتيجية التنمية لأفريقيا هي مثال لما كان يفكر فيه هؤلاء القادة الأفارقة قبل 75 عامًا .
وأوضحت أبو زيد أن اتفاقية منطقة التجارة الحرة الأفريقية تعكس قناعاتهم , حيث يتم من خلال هذه الاتفاقية تكامل القدرات و استغلال الموارد الهائلة التي تتمتع بها القارة لكسر حلقة التبعية والفقر.
وأشارت أبو زيد إلى التطورات الإيجابية والزخم الجديد والنتائج الباهرة التي بدأت في الظهور في جميع أنحاء القارة والتي تشمل وجود عدد من الدول الافريقية في الاقتصادات الأسرع تقدمًا ، والمراكز التقنية التي تنتشر في كل مكان في القارة والمشروعات الكبرى التي يتم تنفيذها في عدد كبير من الدول الافريقية وبروز الطبقة الوسطى في دول القارة ، وتحسين الحوكمة .
وأكدت الدكتورة أماني أبو زيد أن المشروعات الرئيسية القارية تسير في المسار الصحيح , مشيرة إلى أن التكامل الاقتصادي للقارة الذي تتطلع له شعوبها أصبح الآن في متناول اليد.
وأضافت : طموحنا المشترك و طموح قادتنا والمئات من ملايين الأفارقة ، هو التقدم بقوة أكبر وتصميم نحو هذا الأفق .
وأكدت الدكتورة أماني أبو زيد أن أفريقيا غيرت نظرة العالم السلبية لها وأصبحت مرة أخرى فخر العالم , وقالت : أن هذا الأمر لم يحدث بطريقة سحرية أو في غمضة عين بل استغرق عقودًا بعد عقود و تطلبت قرارًات و إصلاحات كبيرة وجهود ومدروسة لتحسين مستويات المعيشة وتطوير بلادنا. وأسهمت الإصلاحات المؤسسية في البلدان الأفريقية على وضع القارة على مسارات تجارية واقتصادية وسياسية ثابتة .
وأضافت : لقد تحولت إفريقيا من مجرد قارة مهمشة في الشؤون الدولية في نهاية الحرب الباردة القرن الماضي إلى "أفريقيا الناهضة" التي يتكالب عليها العالم و يسعى لكسب صوتها في المحافل الدولية والعمل مع بلدانها
وتطرقت الدكتورة أماني أبو زيد في كلمتها إلى قضية تمكين المرأة في أفريقيا , وقالت : إذا نظرنا إلى صورة القادة في ذلك الحدث قبل 75 عامًا ، هناك امرأة واحدة فقط , لقد تغير ذلك الأمر بالتأكيد ، فالمرأة الأفريقية اليوم هي المحرك الرئيسي الاقتصادات الأفريقية وقد لعبت ولا تزال تلعب دورًا نشطًا في تنمية القارة .
وأشارت أبو زيد إلى أن الاتحاد الأفريقي إحتفل مؤخرا بنهاية عقد المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة ’’ 2010/2020 ’’ حيث تم تكريس عقد كامل للمرأة ، وأظهر القادة الأفارقة إرادتهم السياسية والتزامهم بتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة وحقوقها , لافتة إلى أنه طوال هذا العقد تم إحراز تقدم كبير في ترجمة الالتزام إلى عمل حيث اتخذت معظم البلدان الأفريقية خطوات عملاقة للارتقاء بوضع المرأة من خلال الوسائل القانونية والدستورية ، فضلاً عن خلق بيئات مواتية للمرأة لتحقيق إمكاناتها.
وقالت : لقد شهدت إفريقيا زيادة في مشاركة المرأة في عمليات صنع القرار السياسي ,و تشغل النساء الآن في عدد من الدول الافريقية وزارات إستراتيجية مثل الدفاع والاقتصاد والمالية والشؤون الخارجية ، والتي كانت تقليديا مخصصة للرجال.
ولفتت مفوضة البنية التحتية في الاتحاد الأفريقي إلى أن تمثيل المرأة على سبيل المثال في الحكومة المصرية حوالي 20 % وتمثل 15 % من البرلمان
وأكدت أبو زيد أن أفريقيا قارة ذات إمكانات كبيرة غير مستغلة. غالبًا ما يتم قياس هذه الإمكانات من حيث الموارد الطبيعية ، سواء كانت مياه ومصادر الطاقة ومعادن. لكن أعظم موارد القارة هم الشباب