من المهم أن نحتفل برفع الظلم الذي كان ممارسا على أرضالوطن.
و مثله الاحتفال بإخراجهم من ظلام السجن الظالم بعد اليأس من العدل و الإنصاف.
و يتناغم مع ذلك أيضا الاحتفال بفصل السلطات بشكل تام ،وهو أشبه بالحلم البعيد عن الواقع .
و يتنزل في نفس السياق الحبور و الاحتفال بالضرب بيد من حديد على الفساد و حماية ثروة الشعب الموريتاني من عبث العابثين و إرجاع كافة المسروقات و المنهوبات!
كل هذه الاحتفالات مشروعة و طبيعية و ربما تذكر بعهد الخليفة الخامس العادل عمر بن عبد العزيز الذي احتفي به عامة المسلمين لما طبع عهده من اعطاء كل ذي حق حقه و رد المظالم عن المظلومين ، وتنفس الناس الصعداء بعد ما تعرضوا له من تنكيل و أذى في العهد الأموي.
و لكن برغم هذا الجو الاحتفالي العام فعلينا كمواطنين صالحين أن نعلم أن دولتنا بحاجة إلي كافة جهودنا المخلصة و الإيجابية، خصوصا أننا قادمين للتو من تركة ثقيلة عشناها كلها و اكتوينا ببعض سلبياتها التي لا يمكن تجاوزها بين عشية و ضحاها ، وعلينا الترفع عن التفاصيل غير المهمة والتي لا تخدم المصلحة العامة.
وعلينا أن نتكاتف كالبنيان المرصوص و نتسامح و نعرف أننا بدأنا المسير على طريق صعب و شائك و مليء بالمطبات و العراقيل الكثيرة.
و يحدونا الأمل الكبير في المستقبل ثقة بوعد الله و دعما لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الذي أقنعنا بأقواله و أفعاله بأن هدفه البناء و الإصلاح داخليا و خارجيا.
فلا يجب أن يقتصر جهدنا على النقد و الشكاوي بل علينا الاسهام بتقديم الأفكار البناءة و البعد عن التجاذبات التي لا طائل من ورائها و أن نضع نصب أعيننا الوطن ، و من تم تكليفه بوظيفة أو مسؤولية فعليه القيام بها بكل نزاهة و اخلاص و تجرد.
ولنثق أن برنامج تعهداتي هو البرنامج الحضاريى والتغييري الشامل الذي إن طبق فإنه سينقل بلدنا من التخلف إلى التقدم بحول الله.
وعلينا البعد عن اليأس و القنوط ، و دعم النظام الوطني الحالي الذي هو بعيد عن تصفية الحسابات و منشغل فقط بالمصلحة العمومية وما ينفع الناس و يستحق على كل الخيرين مؤازرته قولا و فعلا حتى نحمي وطننا من كافة المخاطر و التحديات .و المناخ مناسب الآن للعمل و الإنجاز، فهاتوا أيديكم و قلوبكم من أجل مصلحة موريتانيا و شعبها الطيب.
و هاهي وتيرة الإنجازات تتوالي دون من ولا أذى بل بحكمة و عدل و انصاف و بجهود الجميع، فالوطن لنا كلنا و علينا أن نعي ذلك و ننطلق منه
المصطفي الشيخ محمد فاضل