قال سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بانواكشوط، حمد غانم المهيري، إن تدشين مركز أم الإمارات الشيخة فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة في انواكشوط يمثل لبنة أخرى تنضاف إلى صرح العلاقات الموريتانية الإماراتية، الذي ارتفع عاليا بفضل التوجيهات الرشيدة لقائدي البلدين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وصاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني، حفظهما الله.
وأضاف السفير الإماراتي، في كلمة ألقاها بمناسبة تدشين المركز المذكور، أن وجود مركز الشيخة فاطمة بنت مبارك، بجوار مستشفى الشيخ زايد، الذي تم تشييده بمكرمة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، يعكس لوحة فريدة من العطاء الإماراتي تتحدى الجغرافيا، وتظهر أن أيادي المحسنين الإماراتيين طويلة في ميدان الخير والعطاء.
وتطلع السفير في كلمته إلى أن يشكل المركز إسهاما مهما في الجهود التي تبذلها الحكومة الموريتانية لتوفير التغطية الصحية للشعب الموريتاني، وأن يساهم على وجه الخصوص في الحفاظ على صحة المرأة، التي تمثل نصف المجتمع، وصحة الأطفال الذين يمثلون جيل الغد.
أما رئيسة مجلس إدارة مستشفى الشيخ زايد، سهلة منت أحمد زايد، فاعتبرت أن افتتاح مركز الشيخة فاطمة أم الإمارات الأمومة والطفولة مناسبة للتعبير عن عرفان الموريتانيين وشكرهم لدولة الإمارات على هذه المكرمة.
واستطردت منت أحمد زايد قائلة إن هذه المكرمة لن تكون الأخيرة بحول الله، كما تدل على ذلك تغريدة رئيس الهلال الأحمر الإماراتي، الشيخ حمدان بن زايد.
تجدر الإشارة إلى أن كلا من الأمينة العامة لوزارة الصحة، والأمين العام لوزارة الشؤون الاجتماعية حضرا حفل التدشين.
ورقة معلومات عن مركز الشيخة فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة في موريتانيا:
بدأ في العام 2018 العمل من طرف هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على إنشاء مركز الشيخة فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة في العاصمة الموريتانية نواكشوط.
وجاء إنشاء المركز بمبادرة كريمة من "أم الإمارات" الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام والرئيسة الفخرية للهلال الأحمر الإماراتي، ويقع المركز بجوار مستشفى الشيخ زايد الذي تم تشييده سنة 2000 بمكرمة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، لتشكل المنشأتان الصحيتان لوحة فريدة من العطاء الإماراتي تتحدى الجغرافيا وتظهر أن أيادي المحسنين الإماراتيين طويلة في ميدان الخير والعطاء.
وقد وقع الهلال الأحمر الإماراتي ممثلا بالسيد سعيد المزروعي مدير الإغاثة في مايو 2018 على اتفاقية مع مستشفى الشيخ زايد في نواكشوط لإنشاء وتجهيز مركز الشيخة فاطمة للأمومة والطفولة داخل حرم المستشفى.
وتُقدر تكلفة المركز بنحو مليوني درهم ويتكون من طابقين، ويضم عددًا من المرافق الصحية تشمل غرفا للعمليات والتخدير والتعقيم ومركزا لاستقبال للحالات الطارئة، إلى جانب العنابر التي تستوعب 20 سريرًا، كما يتوقع أن يستقبل المستشفى يوميًا 50 حالة.
وسيوفر مركز الشيخة فاطمة الرعاية الصحية للأمهات وحديثي الولادة، وهو ما سيساهم في خفض نسبة وفيات حديثي الولادة والأمهات الحوامل والتي تعتبر مرتفعة نسبيا في موريتانيا.
ويجسد إنشاء المركز الدور الكبير الذي تطلع به سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في تلبية الاحتياجات الإنسانية والتنموية للمحتاجين من خلال مشاريع ذات أثر مباشر ومستدام لتحسين ظروف المستهدفين.
إسهام إماراتي نوعي في المجال الطبي في موريتانيا:
مع أن العلاقات الإماراتية الموريتانية جيدة في شتى المجالات إلا أنها متميزة في المجال الصحي، ولعل أبرز دليل على ذلك هو وجود مستشفى الشيخ زايد كواحد من أكبر مستشفيات موريتانيا والذي يقدم العلاج للمرضى في العاصمة نواكشوط منذ حوالي 20 عاما.
وقد بني "مستشفى الشيخ زايد" سنة 2000 على نفقة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، بكلفة بلغت 10 ملايين دولار، ولم تأل دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة في سفارتها بنواكشوط، جهدا في تطوير هذا المستشفى منذ إنشاءه، من خلال تزويده بالمعدات وتقديم المساعدات الإنسانية لنزلائه.
وفي ذات السياق قدمت دولة الإمارات سنة 2014 مبلغ 1.5 مليون دولار لترميم وتوسعة مستشفى الشيخ زايد، إضافة إلى اقتناء تجهيزات طبية ومكتبية ومعلوماتية لصالح المستشفى.
وقد اكتمل تنفيذ مشروع التوسعة والتطوير في مايو 2017، وشمل توسعة وترميم أقسام أمراض النساء والتوليد والعناية الفائقة والحالات المستعجلة والأشعة والتصوير الطبقي والمختبر إضافة إلى بناء قسم للحالات المستعجلة للأطفال، وقسم لأمراض الفم والأسنان وقاعات للمراقبة والاستقبال ومجموعة شبابيك للصيدلة والتحصيل، إضافة إلى التجهيز بالمعدات الطبية والمعلوماتية والمكتبية.
وكان لعملية التوسعة والتطوير دور أساسي في الرفع من مستوى المؤسسة وأدائها بسبب زيادة معتبرة للطاقة الاستيعابية التي بلغت 185 سريرا بدل 135 إضافة إلى غرف العمليات التي بلغت 8 بدل 6 يتم فيها إجراء 80 عملية جراحية أسبوعيا خارج العمليات الاستعجالية.
وفي ديسمبر 2016 سلمت سفارة الدولة في نواكشوط لوزارة الصحة الموريتانية سبعة سيارات إسعاف مقدمة من حكومة دبي بدولة الإمارات إلى الشعب الموريتاني الشقيق.
وتهدف تلك المساعدة إلى الإسهام في تطوير جهود موريتانيا في مجال الإسعاف، ومضاعفة إمكانيات التدخلات الصحية لإغاثة المرضى بصورة استعجالية.
وفي السياق الطبي استفادت موريتانيا في ديسمبر 2015 من حملة "نبضات" لعلاج قلوب الأطفال التابعة لمبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ووصل فريق طبي مكون من 24 طبيبا وأخصائيا إلى نواكشوط حيث أجرى عمليات قلب مفتوح وقسطرة لصالح الأطفال الموريتانيين الذين يعانون من تشوهات خلقية ولادية.
وقد ساهمت تلك الحملة في إنقاذ حياة عشرات الأطفال الموريتانيين، خاصة أولئك الذين لا يتوفر علاجهم في موريتانيا، ولا تتوفر لذويهم الإمكانيات لنقلهم للعلاج في الخارج.
وفي يناير 2020 قام وفد من حملة "نبضات" بزيارة استطلاعية لموريتانيا بهدف التحضير للحملة الخيرية الثانية في نواكشوط لعلاج قلوب الأطفال الموريتانيين، لكن انتشار جائحة كوفيد 19 أدى إلى تأجيل تنظيم تلك الحملة.
وعلى ذكر جائحة كوفيد19 التي أرهقت العالم، لم تتأخر الإمارات عن مد يد العون لموريتانيا فأرسلت ـ على مرتين ـ طائرة محملة بعشرات الأطنان من الإمدادات الطبية لدعم جهود موريتانيا في مواجهة فيروس كورونا المستجد.
وقد أكد معالي وزير الصحة الموريتاني نذيرو ولد حامد أن موريتانيا كانت بحاجة ماسة إلى الشحنات الطبية التي أرسلتها الإمارات، وأنها جاءت في وقتها المناسب.
وقد استفاد من تلك المساعدات أكثر من 24 ألفا من العاملين في مجال الرعاية الصحية لتعزيز جهودهم في احتواء انتشار الفيروس.