لم أكن أعرفه، كنت وإخواني مع مرشحين آخرين في رئاسيات 2007 خلال الشوطين الأول والثاني، طرحنا عليه ملف حزبنا قصد الاعتراف، شاور وفكر ثم قرر أن يحترم القانون، ويعطي ما أعطى القانون.
هادئ ورزين، يستمع إليك بحضور ويجيب بتركيز واحترام، ليس من إهل المبالغة، ويترك لمخاطبه فرصة لاستعمال عقله وتوظيف آلية الذكاء عنده، صدوق يتجنب الكذب، ولا يحب الكاذبين.
لقاؤه يزيده، ومعرفته ترفع من أسهمه، لا يلتزم بسرعة لأنه يحب احترام التزاماته، لا يحب الحديث في الآخرين ولا يشجع عليه، متسامح إلى أبعد الحدود، ديمقراطي بلا تكلف.
أتذكر مقاربته عن الحكومة والشراكة، فبالنسبة له من يرى المسؤولية والسلطة كعكة تقسم، لا يحب مشاركة الآخرين، أما من يرى المسؤولية والسلطة عبئا فيريد الآخرين ليقاسموه حمله.
كان صريحا وجريئا في ملفات الوئام الوطني، اعتذر باسم الدولة عن مظالم سنوات الجمر، ودشن مسارا تصالحيا شاملا، ودفع لإجازة قانون تجريم الاسترقاق.
تتذكرون خطابه في قصر المؤتمرات مفسحا المجال أمام مختلف الأطراف للاتفاق، ومتنازلا عن موقع أظهر أكثر من مرة أنه فيه من الزاهدين.
من جيل يعرف حرمة المال العام، وللوطن عنده منزلة كبيرة.
إنه الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله الذي يوجد هذه الأيام في تركيا لمراجعات صحية لا تقلق والحمد لله، نرجو له عودة ميمونة مع موفور الصحة والعافية.
بقي لي أن أقول إنه يستحق على الموريتانيين ونخبهم السياسية، وذوي التوجه الديمقراطي منهم بالذات تكريما بحجم استقامته، ووطنيته، واعتداله.