غبت عن التدوين خلال اليومين الأخيرين بسبب مشاغل لها علاقة ببرنامج وفد المجتمع المدني الأمريكي الممنوع من الدخول للبلد وذلك بعد أن قررت منظمة نجدة العبيد الممنوعة من استقبال الوفد الامتتاع عن الغاء البرنامج وتنظيمه كما كان مقررا وكما لو أن الوفد حضر.
لست هنا لتقديم إيجاز صحفي عن البرنامج ومضامينه فتلك مهمة ستقوم بها المنظمة غالبا في وقت لاحق إنما للتعليق على ما يبدو أنه شغل حيزا من النقاش الفيسي خلال ساعات الغياب حول طبيعة الوفد الأمريكي وإن كان من المناسب على من يتخذ مواقف على تناقض وتعارض مع الموقف الأمريكي أن يكون في صدارة مستقبلي وفد حقوقي أمريكي وضمن قائمة المنددين بمنعه.
وهنا يهمني تسجيل أربع ملاحظات سريعة
أولا-:الوفد الممنوع وفد من المجتمع المدني الأمريكي وبالذات من الجمعيات والشخصيات النشطة في مجال الحقوق المدنية ومكافحة العبودية والعنصرية والتمييز في الولايات المتحدة الأمريكية قبل العالم الآخر.
وحين أقول إنه وفد مجتمع مدني تتهاوى على الفور المرافعات ضد الوفد المؤسسة على الموقف من أمريكا/ النظام السياسي مع أن هذا الموقف مهما كانت حدته- وهي حدة مسوغة بمواقف الإدارة الأمريكية العدائية من قضايا أمتنا- لا يصلح ذريعة لرفض استقبال وفد بعد موافقة وترحيله عنوة ومنع مواطنين موريتانيبن مضيفين له من استقباله وحرمان الرأي العام الوطني من تفسير مقنع لما حصل.
ثانيا: للوفد الممنوع والمنظمات والشخصيات والجهات التي يمثل مواقف مشهودة في معارضة السياسات الأمريكية في منطقتنا ومن الوقوف في وجه الحروب الأمريكية على العالم الاسلامي.
ونحن نعرف كلنا- وإن تجاهل بعضنا- أنه في أمريكا وفي عموم الغرب كما في كل أنحاء العالم يوجد اليوم مجتمع مدني يمثل سلطة معادلة وأحيانا مقاومة للسلط السياسية القائمة فيا عجبا لمن لايرى هذه الحقيقة مع أنها جلية واضحة.
- ثالثا: لم يقل أحد- لم تقل منظمة نجدة العبيد بكل تأكيد- أن استقبال وفد حقوقي أمريكي يعني أن لدى الأمريكيين دروسا لتقديمها لأحد هنا في مجال محاربة العبودية مع أن الحاجة قائمة للدروس والمدرسين في بلد يدخل جمهوريته الثالثة وهو مثقل بأغلال العبودية والعنصرية والتمييز والطبقية .
ما قالته منظمة نجدة العبيد- وهو الحقيقة- واضح وهو أن الوفد جاء لتبادل التجارب والخبرات مع المجتمع المدني الموريتاني، لست أدري لماذا لا تمتلك حكومتنا ما يكفي من الوطنية لتستقبل الوفد الأمريكي وتقدم له التجربة الموريتانية في مجال محاربة العبودية تماما كما تفعل حين تستقدم أمريكيين وأوروبيين لتقدم لهم التجربة الموريتانية في مجال محاربة الإرهاب أهو إحساس عميق لديها أنه ليس لديها ما تقدم في المجال الأول على خلاف المجال الثاني أم هو "تقدير صرف وطني" أن المجال الثاني "ماه راد صوكو والل صوكو ماه فوكو"(...)
- رابعا: الوطنية يا سيادة ليست ملصقا نضعه على أي بضاعة سلطانية منتهية الصلاحية لنعطيها نكهة وطعما ولنحميها من حماة المستهلك؛ الوطنية تعني أول ما تعني أن نحقق وجود وطن يحكمه القانون مع مواطنيه ومع المقيمين فيه والقادمين إليه
أتفهم " عطش" الوطنية المزمن لدينا ساكنة الصحراء لكنه ليس من الوطنية في شيئ اعطاء صك وطني مفتوح لنظام خارج على القانون ليفعل ما يشاء ويلبس عليه من وطنيته المخضوبة بما شاء من خطوط حمر ما شاء.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
تصبحون على خير