مجموعة تدوينات دونها الكاتب متفرقة على صفحته قمنا بترتيبها و نشرها مجتمعة
براميات-1
ربما اعتبر النظام قبول وتشجيع ترشح السيد بيرام ولد الداه ولد اعبيد لرئاسيات 2014 غلطة استرتيجية وليس فقط انتهاكا للقانون (بترشح رئيس منظمة غير مرخصة) واكتشف لاحقا أن ذلك كان قصور نظر وشراهة سياسية مضرة؛ لأنه ابتغى الرد على مقاطعة المعارضة لتلك الانتخابات بقبول منافسة الرجل؛ لكن حصوله على زهاء 10% من الأصوات كان ردا مزدوج الضرر على النظام، حيث "ورث" بيرام أصوات بعض المعارضين ثم خرج كزعيم سياسي نال المرتبة الثانية وراء الرئيس "الفائز"، بعدما كان مجرد محتج مشاغب خارج الاعتبار السياسي والقانوني!
الرئيس بيرام أعلن أمس أنه قادم... سيعيد الكرة في 2019. فما ذا سيحدث، وبأي حجة يمكن منعه من ذلك؟
.............
براميات-2
أعلن السيد بيرام ولد الداه أنه سيترشح لرئاسيات 2019. والواقع أن الحاجة إلى معرفة من سينافسه تبدو أكثر إلحاحا من علم هذا!
على كل حال سأتصور أنه فاز، لأي سبب أو معجزة، في تلك الانتخابات، وتم تنصيبه رئيسا للجمهورية.
بالطبع فإن أول شيء سيفعله الرئيس الجديد هو إلقاء نظرة عبر الجانب الشرقي من الرئاسة... على تلك الثكنة التي تحولت من حرس رئاسي جمهوري إلى حرس رئاسي شخصي!
لن يتقرب الرئيس بيرام إلى قائد تلك الثكنة ويمنحه رتبة "مارشال" مثلا! ليس لأنه يملك حرسه الخاص، ولكن لأنه لا يريد أن يصحو على ضابط مغامر يجلس مكانه ويرسله إلى المعتقل!!
وقبل هذا ما من داع لأن نتساءل عن المؤهلات الشخصية، العلمية والمعنوية، للسيد بيرام؛ على الأقل لأن "كرشنا ليست كبيرة" في هذا المجال! وبيرام مواطن مدني متعلم وسياسي متمرس عارف بالشأن العام، ومرشح سابق للرئاسة!
بعد خطاب التنصيب سيبدأ عمل النظام الجديد بدون تأخير!
……
..................
بيراميات-3
إذن فخامة رئيس الجمهورية السيد بيرام ولد الداه في القصر الرئاسي!
أول المراسيم الرئاسية تشكيل الحكومة الجديدة.
لا يشتهر هذا الرئيس أصلا بالتردد والتحفظ ولا المبالغة في الديمقراطية... بل كان يجهر بأكثر أفكاره وأعماله تطرفا، وينعت خصومه بأقصى وأقسى الصراحة والحدة ويتخذ قراراته في غرفته أو طريقه!
لكن تأثيرات "سحر القصر الرئاسي" بدأت فورا تظهر على الرجل... فلم يعين أيا من أعضاء حركة "إيرا" في الحكومة، بل عين عليها أحد "بيظان" الحوض الشرقي وشكلها بنفس التفصيل والتطريز التقليدي... كما لو كانت إحدى حكومات الأنظمة السابقة، التي ظهر بعض أعضائها في التشكيلة الجديدة!
فقط أعطى بيرام وظائف قيادية مهمة لبعض خلصائه من "إيرا" في الحزب الجمهوري الانعتاقي (PRA) الذي أنشأه بعد حل حركة "إيرا" وانضمت له "الأغلبية".
وقد شهد هذا الحزب إقبالا كبيرا من الطبقة السياسية وخاصة قادة وأعضاء الحزب السابق الاتحاد من أجل الجمهورية (UPR) الذين انسحبوا منه وانضموا إلى الحزب الجديد بعد "دراسة معمقة للساحة الوطنية وتغليب مصلحة الوطن...".
.............
بيراميات-4
في قصر المؤتمرات دعا "الحزب الجمهوري الانعتاقي" إلى مؤتمر صحفي شامل يعقده فخامة الرئيس بيرام بمناسبة مرور 100 يوم على تسلمه السلطة، يتحدث فيه عن الانجازات وبرامج المستقبل.
بدأ المؤتمر المشهود بخطابات حماسية ألقاها على التوالي: وزيرة الأسرة السابقة رئيسة الحزب الجمهوري الجديد (PRA)، ورئيس البرلمان، ورئيس اتحاد الأئمة والفقهاء، وعمدة ﮔرو، وعمدة اركيز، والوزير السابق عمدة شلخت لحمير الجديد، ورئيس رابطة العمد، ورئيس رابطة المقاومة الوطنية، ورئيس مهرجان عين فربه، والمدير العام للإذاعة...
وقد أجمع الخطباء على تأييد فخامة الرئيس بيرام، وأشادوا بحكمته وحنكته، وأثنوا على النهضة غير المسبوقة التي بدأها في البلاد، وما حققه في هذه الفترة القصيرة من إنجازات عملاقة تبشر بمستقبل واعد يقطع دابر عهد الفساد والمحسوبية والظلم والجهل... الذي خيم على البلاد خلال العقود الستة الماضية وخاصة العقد الأخير الذي كان بحق عهد المغالطة والكذب والفساد والفشل... حسب أقوالهم!
ووسط التصفيق الحار تناول الرئيس بيرام الكلمة فأثنى على ثقة الشعب التي فاز بها، ووعد بتحقيق العدالة وتقوية الوحدة الوطنية وإصلاح التعليم والصحة ودعم الطبقات الفقيرة، ومحاربة "اتلحليح". وقال إنه سيركز على تنمية القطاع الزراعي والقطاع الريفي المنسيين المهملين رغم أنهما كانا عماد حياة معظم المواطنين قبل أن تتآمر أنظمة الفساد مع الجفاف على تدميرهما. ولهذا فإنه يعتبر نفسه من الآن "رئيس الفلاحين والمنمين".
ولكنه دعا إلى الصبر والتقشف لأنه جاء والبلاد في حالة إفلاس داخلي ومديونية رهيبة وسمعة سيئة بسبب نهب وفساد الأنظمة السابقة، كما قال.
ثم تحدث فخامته عن الأوضاع الداخلية فقال إن هناك أوهاما خطيرة يستغلها البعض للإساءة إلى الوحدة الوطنية والاستقرار مثل ادعاء وجود العبودية أو التمييز العنصري. وقال: "تعلمون أنني أفنيت شبابي أناضل ضد العبودية، ولكني أأكد لكم وللعالم أجمع الآن وبشكل قاطع أنه لا وجود لممارسة العبودية بمعنى الرق في هذه البلاد، وإنما هناك غبن وفقر وجهل وظلم، كان معظم الأرقاء السابقين من ضحاياها وتشمل الجميع بطبيعة الحال. وسنضرب بيد من حديد على كل من يروج هذه الأكاذيب أو يتخذها سلما للصعود الشخصي,,,".