السيد الرئيس ، الإجماع الوطني من نخبة وسياسيي البلد على صدق وجدية إرادتكم الإصلاحية ، منقطع النظير وحالة نادرة وإستثنائية وواحدة فقط في التاريخ السياسي الموريتاني ، وجوالتهدئة والإنفتاح والبعد الأخلاقي مميزات أعطت جرعة أمل كبيرة لشعب بلغ سن اليأس من وعود الإصلاح العرقوبية ، وأتسعت دائرة الطموح والتطلع المشروع والمبرر للمنسيين والمغبونين والمهمشين في بزوغ شمس غد جديد تتساوى فيه فرص أبناء الطبقة الوسطى والفقراء في إمتيازات وخيرات البلد، وإيقاف نهج التدوير والتوريث في دائرة ضيقة وكأن البقية مواطنين من درجة ثانية ،
على رأي المرحوم الداه ولد الطلبة
موريتان ألا يلطف بيه عند حكم أصعب من لحكام
كد أل من حد أحكم فيه ناس كامل تصبح حكام
فكونو سبّاقين سيدي الرئيس في كسر هذه القاعدة وأعيدو لنا الأمل لننعم بحقنا المشروع حقا وإستحقاقا في مزاحمة أصحاب الوساطات من ذرية الوزراء والولاة السابقين وأصحاب النياشين بإشراكنا في صنع القرار تخطيطا وتنفيذا لنشعر حقا بروعة الإنتماء لوطن تتساوى فيه الفرص وتتهاوى فيه أصنام النفوذ الخادع وبارونات الفساد وتسقط فيه أقنعة المتمصلحين الأنانيين الطامحين لمصالح أنانية وذاتية وضيقة على قدر طموحهم
سيدي الرئيس ، إن أخطر ما يواجه نظاما في بداية مأموريته هو قتل الأمل في مهده وتذبذب وتراجع مؤشر الإصلاح ، فرهاننا على صرامتكم في فرض تغيير جذري وإعادة هيبة وقدسية المال العام لا يرضى النقص لأنكم تستطيعون وموريتانيا تستحق ولأنه لا عذر لقادر دون التمام ، لا أخفيكم سيدي الرئيس من تذمر كبير من إعادة وتدوير من شابهم درن شبهات فساد وعدم كفاءة وظيفية ومتابعين وأصحاب سوابق في حين لا تزال خبرات وأطر شابة على دكة الإحتياط وقارعة الطريق .
سيدي الرئيس نريدكم قائدا لثورة كبرى على العقليات والمسلكيات البائدة من نهب للمال العام وتسيب في الإدارة ورشوة ومحسوبية وأن تعلنو حربا على الثلاثي البغيض الجهل والفقر والمرض وتعيدو تشكيل المجتمع عموديا شبابيا ونخبويا ،
لا شك أن في إختياركم للمهندس إسماعيل ولد بدّ ولد الشيخ سيديا كربان لسفينة الإصلاح توفيقا فقد بدأت تمخُر في بحر الوفاء بالتعهدات رغم السنة الكورونية الإستثنائية ورغم الحمولة الزائدة من التركة السابقة ومحاولات خرقها ووضع المراسي في غير محلها يتشبث الربان بنقطة الوصول رغم أمواج التثبيط العالية ومدِ الفساد المُرغم على التراجع أمام زيادة وتيرة وسرعة مُحرك الإصلاح لتصل لشاطئ ينفع الناس ويمكث في الأرض
محمد ولد عبد القادر قانوني