من يلوم الداعمين في الماضي للرئيس السابق غير منصفين بالمرة ، لأنهم يتغافلون عن معطيات مهمة منها أنه رفع شعارات التغيير و مكافحة الفساد و ترسيخ دولة القانون و المؤسسات و سيادة البلاد و كرامتها ، ألم يقدم صورة بأنه مع الفقراء و المعوزين ، ألم يكن يدخل الشوارع و يتوغل في الأحياء الشعبية و الأطفال يطاردونه : عزيز ..عزيز !!
و لتبسيط الصورة أكثر : ألم يقص علينا القرآن قصة فرعون و تسلطه على قومه و طاعتهم لهم فترة من الزمن إلى أن ظهر فيهم موسي كليم الله عليه الصلاة و السلام و جاءهم بالحق المبين من عند الله سبحانه!
لقد ترأس الرئيس السابق لفترة مأموريتين متتاليتين و حصل على دعم واضح بسبب ما كان يرفعه من شعارات و عناوين ، أما باطن أمره فلم يكن معلوما من أحد إلا من الله سبحانه الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور!
و كذلك من الداعمين له من دعمه بحسن نية و حرصا على ما ظهر منه من حرص على المصلحة العامة أو الخاصة .. المهم أن الناس ذهبت مذاهب في ذلك ، و ليس من العدل تحميلهم المسؤولية عن مواقفهم لأنها كانت ظرفية زمانا و مكانا .
الآن .. الوضغ مختلف ، و الصورة باتت جلية واضحة و ظهر أن الفساد قد استشري للأسف و شكلت لجنة برلمانية عالية المستوى ومن مختلف ألوان الطيف للنظر في ملفاته ووقائعه و ملابساته ... مجرد تشكيل اللجنة البرلمانية و استعانتها بمكاتب خبرة دولية و محلية من أجل كشف خبايا الفساد و حيثياته ، الشيء الذي تعذر معه العامة في دعمها للرئيس السابق لأنها كانت تحكم على ظاهره فحسب!
ما يحدث هو تحول تاريخي يؤسس للمستقبل ، ما دامت الشفاقية ستسود الحياة العمومية فهذا أكبر مكسب لموريتانيا في حاضرها و مستقبلها .
و هذا ما يتم في عهد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ، الذي برغم وفائه لكل من زامله او رافقه في كافة محطات حياته . لكنه حين يتعلق الامر بموريتانيا فلا وفاء إلا مع الوطن و مصلحته العليا و لا اعتبار لأي شيء آخر .
فاستبشروا خيرا أيها الحادبون على الوطن الحالمون بأن يولد من جديد . و هاهي لبنات حقيقية توضع لذلك
و سيتأسس عليها وطن للجميع و بالجميع و في مصلحة الجميع ..
المصطفي الشيخ محمد فاضل