وزير الخارجية البروفيسور ابراهيم غندور فى حوار:

اثنين, 04/09/2017 - 17:20

 ترجمة أروى محمد صالح

تشهد السياسة الخارجية للسودان تحولات ملحوظة أثارت إنتباه المراقبين،  حيث غدا السودان منخرطا فى التفاعلات الإقليمية والدولية من مكافحة الإرهاب الى الهجرة غير المشروعة الى النزاعات فى دول الجوار كليبيا وجنوب السودان، كما تحسنت علاقاته بالقوى الكبرى كثيرا..

فى الحوار التالى الذى أجراه الصحفى الأمريكى جوزيف هاموند، حيث نقف من خلاله على أهم ملامح السياسة الخارجية للسودان وذلك على لسان وزير الخارجية البروفيسور ابراهيم غندور..

فالى  ما جاء فى الحوار:

ما هي أولويات السودان في السياسة الخارجية في الوقت الحاضر؟

أولويتنا في المقام الأول هى علاقات جيدة مع الجوار، ودائما نحاول “تفادي  المشاكل مع دول الجوار” ونحن محاطون بست دول، وكل من هذه الدول لديها صراع داخلي أومشاكل دولية في الوقت الراهن، ففي الشرق لدينا  منظمة الشباب المجاهدين، وبوكو حرام في الغرب.ولدينا أيضا مشكلة داعش في منطقتنا. إن حل هذه التحديات الأمنية ينطوي على تنسيق وثيق مع دول الجوار…فهذه هي أولويتنا.
السودان جزء من أفريقيا والمنطقة العربية على حد سواء، قبل أن نبحث عن نطاق اوسع للحلفاء لحل تلك القضايا،  وباختصار، فإن هدفنا هو أن يكون بلدنا في قلب اقليم متكامل وسلمى.

في عام 1995، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على السودان بسبب دعمها للإرهابيين مثل بن لادن وكارلوس جاكال. وقد توفي بن لادن، جاكال الآن في السجن بعد أن سلّمه السودان إلى فرنسا.. ما الذي يفعله السودان لضمان إدارة ترامب لرفع العقوبات؟

في يونيو 2016، لقد تلقينا وأتفقنا على خطة خمسة مسارات بين الولايات المتحدة الأمريكية والسودان.
وتشمل المسارات الخمسة مكافحة الإرهاب، والتحقيق في الادعاءات بأن لدينا صلة بجيش الرب للمقاومة، والسلام مع جنوب السودان، والسلام داخل السودان، فضلا عن القضايا الإنسانية.
لقد انخرطنا  في ذلك لمدة 6 أشهر مع إدارة أوباما لتخفيف العقوبات التي وقعت في يناير من هذا العام. لقد عقدنا العديد من الاجتماعات حول هذه العملية على أعلى المستويات، بما في ذلك مع الدكتور سوزان رايس وعملنا مع [وزير الخارجية] جون كير، كان لدينا الكثير من المشاركات ونحن في انتظار القرار النهائي في يوليو[الماضى].

و في الأسبوع الأخير من أبريل، عقدنا المزيد من الاجتماعات مع الحكومة الأمريكية واتفق الجانبان على التنفيذ 100٪ لخطة المسارات الخمسة.

السودان يساهم فى جهود مكافحة الارهاب الامريكية منذ بداية القرن الحالى، واكد البنتاغون انه لا توجد علاقات بين حكومة السودان وجيش الرب للمقاومة “جوزيف كونى”.
وعلى أساس هذه المشاركات الثنائية الاخرى ، تسير الأمور قدما.

السودان لايزال مدرجا كدولة راعية للإرهاب، فما مصير العقوبات؟

لن تكون هناك قضايا اقتصادية بعد يوليو إذا سارت الأمور بسلاسة، إلا إذا استمرت تسمية الدولة الراعية فى مفارقتها الدبلوماسي. وفي العام الماضي في 15 يونيو قال مدير وكالة المخابرات المركزية المنتهية ولايته [جون برينان] أن السودان يتعاون بشكل جيد جدا مع الجهود الأمريكية لمكافحة الإرهاب.. كيف يمكن لبلد يتعاون في جهود مكافحة الإرهاب الأمريكية، ومع ذلك يبقى على قائمة الدول الراعية الإرهاب؟.. يجب على الإدارة أن تعمل مع السودان لإزالة اسمه من هذه القائمة.

للتوضيح السودان ليس تحت الحصار وانما مفروضة عليه عقوبات؟

أعني عمليا أنه تم فرض حظر علينا ولأن دولا أخرى لا تتعامل معنا تجاريا بسبب العقوبات الأمريكي،  لذلك توجه السودان نحو إيران ودول أخرى لمساعدة الجيش الوطني على دحر التمرد، وهذا التمرد ساعدته نفس البلدان التي فرضت هذا الحصار!.

الجميع يعرفون أن جنوب السودان قد تم دعمه من الدول غربية ودول إقليمية أخرى. إيران ليست حليفنا الطبيعي، بل هي ضرورة. عندما يتم دفعك نحو الجدار تجد نفسك تفعل أي شيء.

في وقت سابق من هذا العام زار الرئيس السوداني عمر البشير إثيوبيا ودعا إلى إنشاء مجتمع اقتصادي في القرن الأفريقي.. وقد حظي اقتراحه بدعم من مضيفيه الإثيوبيين، ولكن ما هو وضع هذا الاتحاد؟

نعم، تم مناقشة التكامل الاقتصادي في القرن الأفريقي بين البشير ورئيس وزراء إثيوبيا [هايلي ماريام ديسالين]، وأتفق الزعيمان على أنه مسألة مهمة يجب مناقشتها.

بالإضافة إلى ذلك، استجابت الصومال وجيبوتي للاقتراح،  ومن المقرر عقد اجتماع للخبراء فى اواخر يونيو، ثم يعقد اجتماع لوزراء الخارجية، وإذا مضت الأمور بشكل جيد فستكون هناك قمة وإعلان.

ونأمل أن تتحقق هذه المسألة فإن هناك الكثير من القواسم المشتركة بين بلدان القرن الأفريقي،  وهناك الكثير من الإمكانيات لإقامة شراكات اقتصادية أقوى بين هذه البلدان والسودان.

التعاون الاقتصادي يعني التعاون على كل شيء. ويمكن لهذه المنظمة أن تعمل على ضمان أن نكون هذه الدول أكثر إرتباطا عن طريق البر والسكك الحديدية، وأن تكون هناك حرية فى حركة الناس والبضائع.

خلال هذه الفترة كانت روسيا دولة مهمة للسودان، وهذا يقودني إلى الحرب الأهلية السورية.. حيث اتخذ السودان موقفا لصالح روسيا أليس كذلك؟ ولا يعتقد السودان أن على الأسد أن يذهب قبل التوصل إلى اتفاق سلام؟

اسمحوا لي أن أفصل في هذه المسألة، لأن هذين السؤالين يتعلقان  بالعلاقات؛ فعلاقاتنا مع  روسيا  ممتازة، لقد أستثمرت روسيا في اقتصادنا وخاصة في تعدين الذهب. وفي الواقع علاقاتنا جيدة في جميع المجالات الأخرى، فروسيا تدعم السودان في مجلس الأمن عندما نواجه ضغوطا لا مبرر لها.
واما بالنسبة لسوريا، كان موقفنا منذ البداية أن هذا الصراع يجب أن يتم حله من خلال المفاوضات المباشرة ولا يزال هذا هو موقفنا، فالتدخل العسكري الأجنبي لن يحل.
لقد كنا واضحين في هذا الأمر مع حلفائنا العرب الآخرين،  وقال الرئيس البشير مرة أخرى في الاجتماع الأخير للجامعة العربية في عمان بالأردن إن  سوريا بحاجة إلى مفاوضات مباشرة بين الجماعات المتمردة والأسد، و إن الحرب الأهلية السورية لن تحل من قبل القوى الأجنبية، بل يتم حلها من خلال المناقشات بين الشعب السور،  وإذا كان ما قد قلناه قد تم الإستماع اليه في وقت سابق، فلن يفقد مئات الآلاف من الناس أرواحهم.

هناك نزاع كبير على الحدود السودانية – الليبية فما هو الدور الذي يلعبه السودان في ليبيا؟

نحن نشعر بقلق من الأوضاع في ليبيا ..وهذا صراع ذو عواقب واضحة على العالم حتى خارج منطقتنا أيضا؛ على سبيل المثال فقد صعّب القتال الليبي مكافحة الهجرة غير الشرعية من منطقتنا عبر ليبيا أو الجزائر وإلى أوروبا.

وأحد دواعي القلق أن الصراع في ليبيا سيؤثر على عملية السلام الجارية في دارفور و. أما في دارفور، فهناك الآن سلام في جميع أنحاء المنطقة، باستثناء منطقة أو اثنتين.  بيد أننا نشعر بالقلق لأن هناك 600 متمردا من فصيل مناوي التابعة لحركة تحرير السودان الذين يقاتلون في ليبيا مع قوات الجنرال حفتر،  ويمكن لهؤلاء المتمردين العودة في أي وقت بدعم من ليبيا وإشعال الحرب في دارفور مرة أخرى.

وبالتالى نشرنا 2000 جندي على طول الشريط الحدودي مع ليبيا.

وكذلك نحن قلقون أيضا من داعش، وقد طردوا من سرت لكنهم الآن يعيدون تجميعهم. ونشعر بالقلق أيضا حول حقيقة أن جنوب ليبيا قد أصبحت أرضا بلا إنسان، ويجب حل الحرب الأهلية في ليبيا عن طريق التفاوض بين مختلف الفصائل.

……………

تنويه:

أجرى هذا الحوار باللغة الإنجليزية الصحفى جوزيف هاموند، تم نشره بتاريخ 18 اغسطس الجارى على مدونة الباحث والخبير الأمريكى لورانس فريدمان على الإنترنت..  على الرابط التالى:

 http://lawrencefreemanafricaandtheworld.com/

تصفح أيضا...