خاص ـ مراسلون
يبدو أن حراك مجلس الشيوخ المناهض للتعديلات الدستورية آخذ في الاتساع والصمود ، و يبدو أنه غير آبه بما سبق من رسائل النظام وغير مبال بمضي الرئيس نفسه في المسار الذي غيروا وجهته مساء 17 من مارس الماضي .
و شيئا فشيئا يخرجون عن صمتهم و يتقدمون في كل مرة خطوة إلى الإمام في إطار تصعيد ممنهج ، صوتوا بطريقة صامتة و أسقطوا التعديلات ، انتظروا فترة ثم خرجوا فرادى إلى الإعلام و تحدثوا في انتقاء شديد للمفردات يُخرجون الرئيس من الموضوع و يتحدثون عن ممارستهم لحق دستوري ..
ذات ليلة سموها بالوطنية اجتمعوا لتمجيد تصويتهم غناء و هناك حضرت المعارضة لكن قادة التيار المغاضب من شيوخ الأغلبية رفضوا الكلام و إن قبلوا الاستماع ...
كما أعلنوا أن خطوات قادمة ستكون في المستقبل و وعدوا بأنهم سيكشفون عن مزيد من الوضوح في موقفهم اتجاه عديد القضايا
و على غير العادة فلا تبدو الحكومة بمقدورها ثنيهم عن هذا المسار و لا إغراءهم للتخلي عنه بل هم أنفسهم يناصبونها العداء و يعتبرونها طرفا فيما لحق بهم ..( نتذكر هنا الإغراءات التي قدمت حكومة ولد أحمد الواقف سنة 2008 لبعض نواب حجب الثقة خلال الأيام الأخيرة من حكم سيدي ولد الشيخ عبد الله ..)
الآن يأتي استدعاءهم من طرف رئيس الجمهورية و هو استدعاء متأخر لكن لم يكن منه محيد أمام تعاظم كرة الثلج هذه التي ظاهرها برد و سلام و باطنها رفض و انتقام فماذا تراه يعرض عليهم ، و هل سيكونون في مستوى الصراحة معه أم أنهم سيعيدون له الكَرَة ، كما حصل في ولائم فبراير و بداية مارس ..
و هل يأتي الاستدعاء للحيلولة دون اتساع نطاق المجاهرين بالرفض
حيث يقول مصدر في النظام أن الأخطر من بين الشيوخ ليس الذين اتضحت ملامحهم و أعلنوا رفضهم صراحة مثل : شيخ باسكنو ، شيخ كوبني ، شيخ بومديد ، شيخ افديرك ، و شيخة نواكشوط ... و لكن الأخطر هم ال 15 شيخا الرافضين للتعديلات و الذين صوتوا ضدها و مع ذلك يحضرون المبادرات الداعمة لها و يتغلغلون في نخبة النظام الساعية إلى تمريرها ..
يبدو ذلك الموقف يوسع دائرة الشك في الشيوخ حتى تطال كامل الأربعين باستثناءات قليلة و معروفة
و قد بدا ذلك التفاعل وردة الفعل على ذلك الشك تخرج إلى العلن كما حصل في الخطاب الحاد الذي وجهته شيخة نواذيبو في مبادرة داعمة للتعديلات " كلام الشيخة صاحبه تصفيق حار من أحد نواب المدينة البارزين !!" ، يخاف البعض من اتساع لغة الرفض إلى الغرفة الأخرى ...
نتساءل الآن عن اللغة التي سيواجه بها الرئيس الشيوخ المغاضبين : هل هي لغة صريحة إم إيمائية ؟ هل هي لغة إغراء و ترغيب أم لغة تهديد و ترهيب ؟
البعض يرى أن خطابه سيشمل كل تلك الأصناف و أنه سيشفع بإجراءات عملية لصالح هؤلاء ..
أما المؤكد فهو أن هذا الاجتماع سيكون فاصلا في تحديد المسار إما استيعابا و انسجاما و إما طردا و مواجهة
و لعل الأيام القادمة ستوضح لنا أي الخيارات سيختاره القوم ، كما ستفصح لنا عن أي دور سيقوم به رئيس مجلس الشيوخ لتقريب وجهات النظر أو تركها متباعدة و متنافرة ؟!!
طالع أيضا
مصدرمن مجلس الشيوخ :ينفي شائعة استدعاء مسؤولي الإذاعة للمساءلة