الصراع على الميناء : أولى المعارك بين النظام و الشركات المقربة من ولد عبد العزيز

أحد, 10/05/2020 - 16:38

مراسلون / تتصاعد وتيرة التدافع حول من سيسيطر مستقبلا على ميناء نواكشوط المستقل ففي الوقت الذي تتطلع في شركات أبرزها ـ " ARISE MAURITNIE" و هي الشركة الهندية الموريتانية التي استجلبها ولد عبد العزيز في أشهر حكمه الأخيرة وشركتا  MAURILOG  و MTO المملوكتان  لرجل الأعمال محمد عبد الله ولد إياها  و أربع شركات أخرى محسوبة على مقربين من الرئيس السابق ـ في الوقت الذي تتطلع فيه هذه الشركات إلى توسيع نشاطاتها أو مواصلة العمل بامتيازات واسعة ، تحاول إدارة الميناء  وضع اليد على المؤسسة و المرافق التابعة لها .

و لعل الصراع لم يبدأ مع الإدارة الجديدة و إنما بدأ من مرفق تشريعي  و ليس حكومي تشارك فيه المعارضة مع الموالاة و ذلك من خلال التحقيق في صفقة رصيف الحاويات الذي تنفذه "آريس " و الذي ينظر إليه أنه تسليم لجزء هام من اقتصاد بلد إلى شركاء وصلوا أمس كما يرى مراقبون أنه يفرغ ميناء نواكشوط من أي دور مستقبلي في مجال النشاط المينائي خاصة مع انتزاع بعض صلاحياته قبل فترة قصيرة كي تتسنى الفرصة لإقامة الشركة الجديدة

 

و كانت أولى الخطوات التي قامت بها السلطة التنفيذية هي تعيين مدير جديد مجرب هو سيدي أحمد ولد الرايس مكلف بالأساس - على ما يبدو - بإعادة سيطرة مؤسسة  الميناء على الميناء نفسه و تمكين جميع المستثمرين المشتغلين من ذات الفرص و بالخصوص مراجعة الإمتيازات الممنوحة للبعض.

 

و هو المدير الذي استقبلته الأطراف النافذة هناك من خلال عناصرهم في الإدارة بتسريب وثيقة شراء سيارات قيل إنها بسعر باهظ بينما قال الميناء إنها من أصول الشركة و لا علاقة للمدير بها و ليست ملك له كما أن شراءها يأتي كتقليد معروف للميناء و ليس خاصا بالإدارة الجديدة .

و كخطوة عملية وسعت السلطات العليا  الصلاحيات الممنوحة لإدارة ميناء الصداقة و ذلك لتمكينه ـ وفق بيان مجلس الوزراء ـ من التكيف مع التحولات الاجتماعية و الاقتصادية الجارية و لكي يكون قادرا على الاطلاع الكامل بدوره كأداة تنموية

و أعطى اجتماع مجلس الوزراء المنعقد 30 إبريل الماضي  صلاحيات واسعة من أهمها تنسيق جميع الأنشطة المينائية

و يبدو أن القرار الجديد لم  يرق لبعض الفاعلين هناك حيث استقبله رجل الأعمال محمد عبد الله ولد إياها الذي يقود على ما يبدو المواجهة مع الميناء ، استقبله ببيان اتهم فيه الميناء بتنظيم حملة تشويه واسعة قال بيان محاميه إنها تنصب على جهوده الشخصية و نشاطات مؤسساته ، و ختمه بان من حق  المواطن و المؤسسات الأجنبية التي تتعامل مع شركاته معرفة الحقائق  بجوانبها السلبية و الإيجابية .

و لا يعرف ما إذا كان البيان ردا على الفيديو الذي  تم تداوله في أوساط واسعة متعلق وفق مراقبين بحرب فيديوهات بين خلايا تابعة لعزيز و أخرى مناصرة للنظام ، غير أنه اخرج للعلن ما كان يعرفه المقربون من الطرفين من استحالة استمرار العلاقة على ما كانت .

 .

و لعل أبرز المشاكل التي تنتظر الرأي العام ـ و إن من أقلها قيمة اقتصادية ـ هي مراجعة عقود أراضي  الميناء  المؤجرة بأسعار زهيدة و التي تستخدمها هذه الشركات  استغلالا أو تأجيرا كماهي حالة شركة أخرى لم نذكرها  

أما  أقوى رسالة وجهت لشركة ARISE  حتى الآن فهو الخبر الذي نشرت مراسلون و المتعلق بإلغاء الميناء عقد إيجاره مبنى كانت تتخذه الشركة مقرا لها .

و يقول مراقبون إن " آرايس " بدأت تفهم أنه لا محيد من فك الارتباط بالشركاء السابقين و مشجعي الشركة اليوم على المواجهة كما أن مراجعة الاتفاق من أصله سيكون مسألة وقت فقط .

و تبقى ملامح الصراع الحقيقية غائبة عن الصحفيين و الرأي حيث يتحفظ كل طرف على  الموضوع نظرا للمصالح الاقتصادية الهائلة و الأرقام الكبيرة ، بينما يسود يقين أنها معركة قادمة لا محيد عنها و أنه لا تتعلق بالفاعلين هناك فقط و إنما تدخل في إطار ترسيخ سيادة الدولة على منشآتها .

 

 

 

تصفح أيضا...