ثلاثة احتمالات على الجهات المختصة الاختيار بينها، قبل نهاية شهر مايو الجاري، للبت في مصير السنة الدراسية الحالية، والوقت يوشك أن يزِف؛
فإما أن تُعلن سنة بيضاء وإما أن تعوض الأشهر الثلاثة التي عُطلت فيها الدراسة بأشهر العطلة الصيفية المعتادة ( يوليو- أغسطس- سبتمبر ) وإما أن يُكتفى بالأشهر الخمسة التي استمرت الدراسة فيها قبل التوقف اضطرريا بسبب جائحة كوفيد-19( أكتوبر- نونمبر- ديسمبر- يناير-فبراير).
وبطبيعة الحال لكل من الاحتمالات الثلاثة مساوئه وسلبياته، لكن ينبغي أن يوزن ذلك بمعيار أخف الأضرار وبما يضمن المصلحة العليا، ولا مصلحة عليا أجل وأسمى من تأمين مستقبل جيل الغد الذي هو الثروة الحقيقة للأمة والضامن الأوحد لمستقبلها،
- الإحتمال الأول، سنة بيضاء، أي ضربُ كل شيء في صفر وضياع سنة من عمر دولة وعمر جيل كامل من أبنائها وبعبارة أوضح رسوب جيل كامل وخسارة عشرات مليارات، أنفقت في التعليم خلال السنة الضائة.
- أما الاحتمال الثاني، تعويض الأشهر المعطلة بأشهر العطلة، فلا شك أن بعض المصاعب تكتنفه، لأنه سيحرم الأسرة التعليمية ( تلاميذ ومعلمين وهيئة تأطير) من عطلة تعود عليها الجميع، كما أنه لن يكون دون كلفة مادية باهظة، لاسيما أن الأشهر المعوضَ بها أشهر خريف وأمطار، ما يتطلب اتخاذ إجراءات استباقية ومصاحبةٍ تكفل سير الدراسة بشكل منتظم.
- وأخيرا الإحتمال الثالث، الإكتفاء بالأشهر الخمسة ماقبل التعطيل الاضطراري، ومعنى ذلك بحساب النسب، أن التلاميذ والطلاب لن يستوفوا حقهم ٬ من نسبة الثلث من المناهج والمقررات الدراسية التي كانت مبرمجة أي ما يعادل حوالي 33,4% ، ناهيك عن إلغاء الامتحانات والمسابقات التي لا يستهان بدورها في التحفيز على التحصيل وترسيخ المعلومة في ذهن التلميذ والطالب.
واضح أن الخيار الأول والثالث ، كل منهما يقتضي خسارة لا تعوض وإن بدرجات متفاوتة أما الخيار الثاني أي الخيار الأوسط، فلئن بدت تكاليفه المادية باهظة وفترته الزمنية غير سهلة، إلا أن ضرره أقل ومساوئه لا تقاس بمساوئ الخيارين سالفي الذكر.
وما دمت رجحت الخيار الوسط ذا الضرر الأخف على الأمة وعلى جيل الغد، بما يكفله من تعويض لخسارة ثلث العام الدراسي، فينبغي أن أَلمح إلى ضرورة منح المعلمين والأساتذة تعويضات محفزة،لا تقل عن ضعف الراتب، مقابل أشهر العطلة التي سيحرمون منها هذه السنة، كما يتعين وضع التلاميذ والطلاب في ظروف مناسبة، من نقل وإعاشة، تعينهم على الدراسة سيما أن أهالي المعنيين يفترض أن تدفعهم ظروف فصل الخريف للخروج وقتئذ إلى البوادي والأرياف.
إكبرو محمد الصديق ..وزير سابق