عبر العديد من الاخوة عن اندهاشهم لاندهاشي في تدوينة سابقة على هذه الصفحة، ولكي أزيل اندهاشهم لزم أن أوضح لهم بأني أولا لست خبيرا في التحايل على المال العام ولا طرق ذلك أو آلياته، ولوكان جمع الثروات غايتي لاخترت طرقا غير المعترك السياسي والعمل العام وهي كثيرة ومتاحة وأقل كلفة، أو لاستجبت لعروض مالية مغرية عديدة تقدم بها أصحابها مقابل تغيير موقف أو الانسحاب من منازلة ورفضتها بالمطلق، وهي من نوع العروض المألوفة سياسيا ولا ترتب التزاما كبيرا أو أثرا دائما، وأصحاب هذه العروض موجودون وعلى اطلاع بمضمون هذه السطور.
وأزيدكم بأني ومعي الكثيرون من أركان هذا النظام لازلنا غير مصدقين أنه كان من بيننا من كل همه جمع المال وتكديس الثروة له ولأسرته، ولا زلنا نتمنى من أعماق قلوبنا أن يكون ما يتداول من أخبار غير صحيح، وأن يكون مجرد شائعات.
وللمتسائلين كيف فات ذاك عليَّ؟ فكما فات على الجميع من المخلصين من أبناء هذا البلد ممن عملوا في هذا المشروع الوطني بصدق ونكران للذات وكان مبدأهم أن "يقيسون النفس على النفس" بالتعبير الشعبي المعروف، وفات على محكمة الحسابات وعلى القضاء والبرلمان بغرفتيه، وكما فات على أكثر من مائة وزير تعاقبوا على مختلف القطاعات الحكومية خلال العشرية الفارطة، (المدة التي قضيتها وزيرا لا تتجاوز 14 شهرا خلا 10 سنين)، وكما فات كذلك على المفتشية العامة للدولة والمفتشية المالية وكما فات على الصحافة الوطنية المستقلة والرسمية وظل مجرد شائعات تتهامس بها جهات في المعارضة دون أن تقدم دليلا عليها.
واليوم، وحين نتحدث هذا الحديث وفي هذا الوقت ونحن خِلو من أي منصب أو سلطة أو تأثير فإننا نقدم لخصومنا على طبق من ذهب فرصتهم لتقديم ما يثبت أنا كنا على علم بأي اختلاس أو تحايل او فعل مشبوه، أو يقدموا مثالا واحدا على مكاسب غير مشروعة جَنيناها من تواجدنا في موقع المسؤولية.
ولأننا براء من كل اختلاس ومختلِس، فإننا هنا لا ندافع عن أنفسنا فحسب بل عن كل الذين عملوا في هذا المشروع بنزاهة وإخلاص أن يُؤاخذوا بجريرة غيرهم أو يُجرّموا بما لم يفعلوا
تقبل الله صيامكم