يبدو أن فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض "كوفيد 19" لا يزال يخفي الكثير من الأسرار، فيوما بعد يوم تظهر معلومات جديدة، نتعرف على أحدثها هنا، مع نصيحة حول عدم استعمال الكمامات مع المكياج.
وحتى الآن لا يزال الأطباء يتعرفون على آثار المرض المدمرة، إذ لا يقتصر ضرره على الرئتين، وإنما قد يصيب الكلى والقلب والدماغ. وتبين مؤخرا أن مرض "كوفيد 19" قد يسبب تخثر الدم داخل الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تكوين جلطات دموية، حسبما نشره موقع "أن تي في" الألماني.
في الآونة الأخيرة، عانى نجم برودواي الكندي نيك كورديرا (41 عاما) في وحدة العناية المركزة من أعراض شديدة للفيروس، فقد أصيب بالحمى واضطر الأطباء لوصله بجهاز التنفس الصناعي. كما عانى من مضاعفات تخثرية، الأمر الذي استدعى الأطباء إلى بتر ساقه اليمنى، مما يسلط الضوء على مخاطر التخثر الكبيرة المرتبطة بالفيروس، حسبما نشره موقع "فوربس" الأميركي.
ويبدو أن مخاطر التجلط المرتبطة بفيروس كورونا باتت أكثر وضوحا الآن، في حين أن العديد من المرضى الذين يعانون من أعراض تشبه السكتة الدماغية -بما فيها الضعف أو صعوبة التحدث أو الدوخة أو التنميل- كانوا مترددين في طلب الرعاية خوفا من التعرض للفيروس نفسه. بيد أن هذا التأخير في الاستطباب قد يعود بمضاعفات كارثية مثل الشلل أو فقدان القدرة على التفكير أو الكلام، أو حتى الوفاة.
الأطفال
مع بداية تفشي وباء كورونا، زعمت دراسات أن الأطفال أقل عرضة للعدوى بكورونا مقارنة بالكبار. لكن دراسة جديدة أجراها كريستيان دروستن كبير علماء الفيروسات بمستشفى شاريتيه في برلين وفريقه، تقول إن نسبة تركيز فيروس كورونا لا تختلف من فئة عمرية إلى أخرى.
وتراجع دروستن وفريقه عن تقديرات سابقة بشأن نسبة تركيز فيروس كورونا لدى الأطفال مقارنة مع البالغين.
ونقلت مواقع ألمانية مثل "تي أونلاين" عن دروستن قوله إن "نسبة تركيز الفيروس في الحلق لدى الأطفال يمكن أن تكون أعلى 10 آلاف مرة مقارنة بالأشخاص البالغين"، موضحا أنه عند الإصابة بالإنفلونزا والعديد من أمراض البرد الأخرى "نعرف أن الأطفال تكون لديهم نسبة تركيز عالية من الفيروس في الحلق" لأن جهازهم المناعي لا يمكنه فعل الكثير ضد مسببات الأمراض، لذلك تتكاثر لديهم بقوة.
وأول أمس الخميس، عرض فريق دروستن نتائج دراسة أجراها وجاء فيها أن عدد الفيروسات التي ثبت وجودها في مجاري التنفس لدى أشخاص مصابين في برلين لا تختلف من فئة عمرية لأخرى. كما أفادت الدراسة بأن الطفل المصاب بفيروس كورونا يمكن أن يكون ناقلا للعدوى مثل الشخص البالغ وبنفس القدر.
غير أن الدراسة الجديدة لدروستن وفريقه في مستشفى شاريتيه البرليني لم يجر تقييم نتائجها من قبل لجنة مستقلة.
من جانبها، ذكرت صحيفة "تاغبلات" السويسرية مساء الخميس أن هناك دراسة جديدة من الصين تقلل من مخاطر إصابة الأطفال بفيروس كورونا مقارنة بالفئات العمرية الأخرى.
وبناء على ما نقلته الصحيفة، فإن مخاطر إصابة الأطفال حتى 14 عاما بفيروس كورونا المستجد تبلغ مقدار الثلث بالنسبة لمثيلتها لدى البالغين. وتستند الدراسة الصينية إلى اختبارات أجراها باحثون صينيون على بالغين وأطفال في إقليم ووهان منشأ الفيروس.
وفي حالة عودة المزيد من الأطفال إلى رياضهم ومدارسهم، يقدم دروستن للآباء والأمهات نصائح واضحة للتعامل مع الأمر، فمثلا إذا علم الوالدان أنه يمكن أن يكون طفلهما قد أصيب بالعدوى من الخارج وظهرت أعراضها عليه، فيجب البقاء في المنزل والقيام باختبار للتأكد من وجود العدوى. كما يجب عدم زيارة كبار السن.
المصدر : الجزيرة نت