ـ يجمع العديد من المراقبين، على التطور والمتانة التي عرفتها العلاقات الموريتانية-الصينية، خلال السنوات الأخيرة. فقد حرصت الصين على تقديم المزيد من المساعدات القيمة لموريتانيا، توطيدا منها للعلاقات بين البلدين، وهو ما سبق أن أكد عليه السفير الصيني في موريتانيا السيد زهانغ اجيانجو خلال عدة خرجات إعلامية، حيث أعلن خلال إحداها هذه السنة أن العلاقات بين البلدين: “تسمو فوق الحملة الإعلامية التي تشنها بعض القوى العالمية ضد قطار النماء والتقدم الذي تعيشه جمهورية الصين الشعبية”. مشددا على متانة العلاقات الموريتانية الصينية الضاربة في القدم، مشيرا إلى أن المتغيرات مهما كانت لا يمكن أن تؤثر أو تشوش على قوة تلك العلاقات التي تنمو وتتعزز باستمرار طبقا لإرادة البلدين الصديقين.
ونبه سعادته إلى أن موريتانيا والصين تواجهان نفس التحديات والمتمثلة أساسا في الفقر والإرهاب تعملان جنبا إلى جنب للحيلولة دون تمكن الإرهابيين من تحقيق مآربهم وأطماعهم الخبيثة في النيل من وحدة و استقرار الشعوب وتعطيل قطار البناء والتقدم. وقد عملت الصين إلى الوقوف مع موريتانيا خلال حربها ضد فيروس “كورونا”، حيث قدمت مساعدات طبية في الوقت المناسب، إلى جانب مساهمة الشركات الصينية وغيرها من المستثمرين الصينيين في موريتانيا لدفع عجلة التنمية في البلاد، ونقل التكنولوجيا وتوطين الخبرة. وكان السفير الصيني في موريتانيا، قد أعلن أن: “شركة هوندونغ فيشري الصينية وحدها على سبيل المثال لا الحصر وفرت 1700 فرصة وتدفع لخزينة الدولة الموريتانية مبالغ معتبرة زيادة على استثمارها في موريتانيا البالغ أزيد من 200 مليون دولار. وسارع عدد من المسؤولين الحكوميين الموريتانيين إلى الإشادة بالعلاقات الموريتانية-الصينية، متعهدين ببذل المزيد من الجهود، من أجل تعزيز هذه العلاقات ودفعها إلى الأمام، مثمنين ما تقدمه الصين من دعم ومؤازرة لموريتانيا.
ولن ينسى الشعب الموريتاني أيادي الصين البيضاء، منذ فجر الإستقلال حتي اليوم،وستبقى تغريدات سفيرها في انواكشوط صاحب السعادة زهانغ اجيانغو، على صفحته الشخصية، وخرجاته الإعلامية شاهدة على وقوف بلده ومآزرته لموريتانيا في ظرف عصيب، رغم أن الصين تخوض حربا ضروسا ضد عدو لم تشهد البشرية له مثيلا، ودون مؤازر، حتى قبل أن تجتاح العالم هذه الجائحة، لم تجد عونا،غير التضامن الذي كانت موريتانيا البعيدة منها من السباقين للتعبير عنه، شعبا وحكومة. وستبقى صور السفير الصيني وهو يزف بشرى سارة بوصول المساعدات الطبيىة العاجلة، ماثلة في أذهان الموريتانيين، وكذلك دعوته الكريمة لشركات بلده لدعم جهود بلادنا في استنفار الإمكانيات لدحر هذه العدو الخفي، مما كان له الأثر الواضح للعيان . ففي مارس 2020 دون السفير زهانغ على صفحته نشاطاته المحمومة خدمة للبلدين. وقرأنا له مقاله الشهير المكتوب بالعربية والمنشور في مختلف المواقع، كما قرأنا استبشاره بدعم شركة هوندونغ، كما لو كان مقدما له شخصيا،وهو الدعم الذي فاق كل مؤسسات الصيد بانواذيبو، حيث بلغ 50 مليون أوقية قديمة. وكذلك تابعنا ظهوره إلى جانب وزير الصحة في حفل تسليم المستشفى الجديد، الحدث الذي عكس غبطة كبيرة لدى عامة الناس، لأن وجود50 سرير جاهزة لاحتضان المرضى في هذا الظرف، لا تقدر بثمن، أحرى مستشفى كامل أنفقت في تشييده أموالا طائلة. و هو مستشفى الامراض المعدية الذي استلمه وزير الصحة الدكتور نذيرو ولد حامد في آخر أيام مارس 2020، وهو توسعة لمركز الإستطباب الوطني،ومعه أيضًا توسعات إضافية و إعادة تأهيل لمباني بمركز استطباب الصداقة. واستبشر الناس من حولي حين كنا نشاهد وصول أول شحنة، مساعدات طبية، في وقت يحبسون أنفاسهم من هول ما يروا ويقرأوا عن هذا الخطر الداهم عبر وسائل الإعلام.. كانت الشحنة مقدمة من مؤسسسات صينية شهيرة ك: Alibaba علي بابا ومنظمات جاك ما Jack MA Foundations وكانت هدية قيمة بلغت 20.000 جهاز فحص و 100.000 قناع و 1000 غطاء طبي للمساعدة في مكافحة انتشار فيروس كى ورونا. واستقبلها السيد السفير بنفسه بمطار انواكشوط الدولي ليسلمها للسلطات، وتوالى ظهوره في مناسبات متقاربة، تشي بالحضور القوي والحرص على دفع عجلة العلاقات مع بلادنا إلى الأمام. ويتواصل عطاء هدا الدبلوماسي المحنك، ونشاطه المحموم في توطيد العلاقات الموريتانية الصينية.