صراع الجنرالات .. سلام الجنوب “أضغاث احلام”

جمعة, 18/08/2017 - 18:16

تقرير: رانيا الأمين (smc)

اعاد تصاعد الخلافات بين رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت ونائبه تعبان دينق الى الإذهان الأزمة السياسية والأمنية التى ضربت جوبا قبيل توقيع اتفاق السلام بين الجانبين ، وكثيراً مايحاول سلفاكير وحكومته تصوير الخلاف بينه وتعبان على انه خلاف سياسي بعيد عن القبلية الأمر الذي دفع حاكم ولاية لاتجور الجنوبية ليج بانق لوصف صف الخلاف الأخير بين سلفاكير وتعبان بانه خلاف حول تقاسم السلطة بينهم والمعارضة وارجع تأخير تشكيل حكومة سلفاكير لذات السبب.

واشار الى ان حكومته تقدمت بمقترح بالتنازل عن بعض المقاعد في المحافظات شريطة ان توافق المعارضة على التنازل عن بعض الوزارات غير ان تعبان لم يرد على مبادرة سلفاكير الأمر الذي اصاب الاخير بحالة من التوجس خشية أن يقدم تعبان دينق على اي من الخطوات التى يمكن ان تصبح مهدداً لاتفاقية السلام في الجنوب .

ورغم سعي جوبا لوضع الصراع بين سلفاكير ونائبه في خانة سياسية الا ان التطورات الميدانية ومتطلبات القوات الموالية للطرفينن يغلّب عليها الطابع القبلي ، وليس ببعيد عن الأذهان الملاحظات التى دونتها «مجموعة الأزمات الدولية» في تقرير نشرته في مايو من العام 2015م حول المعارك في الولايات الاستوائية الثلاث والتي تضم إحداها العاصمة تتمثل في أن سكان غالبية مناطق (نوير) باتوا معادين للقوات الحكومية التي يشيرون إليها بوصفها (قوات دينكا) بصرف النظر عن تركيبتها الفعلية.

دفعت التصرفات التى ظلت نتتهجها حكومة سلفاكير في التعامل مع المشاكل الداخلية الى تخوف بعض المراقبون الذين يعتقدون ان قبضة العسكرية لسلفاكير على الحكم يغري بتشجيعه على التمادي في الاعتماد على الحسم العسكري كما يهدد بإذكاء ظلم القبائل الأخري خلاف “الدينكا” وتكريس الطابع القبلي للصراع خاصة مع استمرار المواجهات الميدانية وعدم الوصول الى حلول سلمية مع رياك مشار الذي لا زال يحتفظ بنفوذه في أوساط قبيلة النوير.

المشهد الماثل في جنوب السودان يشير الى نهايات غير سعيدة لحكومة سلفاكير حال اتساع الخلاف بين سلفاكير ونائبه خاصة وان المعارضة الجنوبية المسلحة بقيادة مشار لم تقبل بخلافة تعبان دينق لرياك مشار في منصب النائب الأول لسلفاكير واعتبرت تعينه خرقاً لاتفاقية السلام الموقعة بين الحكومة والمعارضة المسلحة كما انها توقعت ان تعيينه لا محالة سيؤدي إلى تجدد القتال في الجنوب.

يري المراقبون ان سلفاكير من خلال تعينه لتعبان دينق خلفا لمشار نجح في تقسيم المعارضة المسلحة من خلال هذا التعيين لكن اصبح من الصعب عليه تحقيق السلام لجهة أن غالبية مسلحي المعارضة لا يزالون موالين لرياك مشار، الذي سبق أن تسببت إقالته من منصبه في انفجار الأوضاع في جنوب السودان الى الحد الذي تحولت فيه الحرب واخذت طابعاً قبلياً بسبب الصراع بين قبيلتي الدينكا التي ينحدر منها الرئيس وقبيلة النوير التي تدعم مشار وذات الأمر ربما يتكرر جراء الخلاف بين سلفاكير ونائبه.

وكانت الحرب الدائرة في جنوب السودان قد ادت الى تشريد مئات الألاف من المواطنين مع تأكيدات وكالات الإغاثة أن الأوضاع الإنسانية في الجنوب أصبحت وخيمة ووصل الأمر الى التهديد بوضعها تحت الوصاية الدولية ، كما سبق ان اعلن مجلس الأمن الدولى عن استعداده للنظر في اتخاذ تدابير تمنع مزيد من تصاعد العنف والصراع بما فيها العقوبات المحتملة التي قد تكون مناسبة استجابة للأوضاع في جوبا.

ويبدو ان الاوضاع الأمنية في جنوب السودان خرجت عن سيطرة الشركاء الدوليين لتحقيق السلام بسبب هيمنة سلفاكير على الحكم الأمر الذي احرج حلفائه خاصة بعد تحذيرات الأمم المتحدة المتحدة المتكررة بشأن تدهور الأوضاع الأمنية والحرب التى حولت النزاع السياسي القبلي.

ادي انقسام المعارضة في جوبا بين تعبان دينق ورياك مشار الى صعوبة الوصول الى سلام  في ظل قبضة سلفاكير على الحكم ، وتشير الخلافات الاخيرة بين سلفاكير وتعبان الى إن الوضع قد يمضي الى الأسوء وسط تحذيرات بخطورة تعبان وقوته مما يشير الى تحقيق وحدة وطنية بين مكونات جنوب السودان ستظل “اضغاث احلام”.

تصفح أيضا...