أكدت وزيرة الدولة بالخارجية الأثيوبية، هيروت زمني، أن بلادها تقدر موقف السودان بشأن سد النهضة مشيرة إلى أن السودان وأثيوبيا من الدول السباقة لقيادة بلدان المنطقة للتوصل إلى حلول للمشكلات الموجودة في ملف المياه خاصة الشواغل المصرية. وأعلنت عن اجتماع ثلاثي بشأن سد النهضة بين الدول الثلاث- السودان مصر وأثيوبيا- بالخرطوم لمناقشة الملف.
وكان رئيس الوزراء الأثيوبي قد وصل مطار الخرطوم مساء أمس على رأس وفد كبير من المسؤولين ضم وزراء “المياه، الدفاع، الإعلام والاتصال ووزيرة الدولة بالخارجية ومستشار رئيس الوزراء ومساعد رئيس الوزراء”.
وانعقدت جلسة مباحثات رسمية أمس بين السودان وأثيوبيا بالقصر الجمهوري؛ بين رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ورئيس الوزراء الأثيوبي هايلي مريام ديسالين ناقشت العلاقات الثنائية بين البلدين، والأوضاع الإقليمية والملفات التي تهم الجانبين.
وأوضح وزير الخارجية ،البروفيسور إبراهيم غندور، في تصريحات صحفية مشتركة مع وزيرة الدولة بالخارجية الأثيوبية ،هيروت زمني، بالقصر الجمهوري، أن المباحثات بدأت بجلسة مغلقة بين الرئيس البشير وديسالين ناقشت العلاقات الثنائية أعقبتها جلسة مفتوحة بمشاركة الوزراء من البلدين، كان علي رأسها إجتماعات اللجنة العليا والوزارية بين البلدين، بجانب القضايا الأمنية والاقتصادية والسياسية. وأشار إلى أن الوفد الأثيوبي يضم “6” وزراء. ووصف غندور العلاقة بين البلدين بالنموذجية ليس في المنطقة فحسب بل في العالم.
وبشأن سد النهضة أكد غندور أن علاقة البلدين إستراتيجية وقال “علاقة السودان بأثيوبيا تجاوزت ملفات المياه وغيرها” وأشار إلى أن المياه وآحدة من القضايا المهمة، وأعلن أن البلدين لديهما اتفاق بشأن ترسيم الحدود ومتفق عليه ولايوجد فيه خلافات ، وأضاف “الاتفاق متفق عليه في الورق وتبقى التنفيذ والأمور تسير بصورة جيده”، مشيراً إلى إجتماعات اللجان الحدودية بين البلدين بصورة منتظمة.
وأوضح غندور، في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم، أن الزيارة تأتي في إطار ما اتفق عليه خلال زيارة الرئيس البشير الأخيرة، إلى أثيوبيا خلال الأشهر الماضية. وأكد على عمق العلاقات بين البلدين والمصالح المشتركة. وأشار إلى أن الزيارة تأتي لمناقشة العلاقات الثنائية وتقويتها والنظر في كل ما يجري في الإقليم وشرق أفريقيا وعلى وجه الخصوص القرن الأفريقي وما فيه من مشكلات، لافتاً إلى أهمية التلاقي والتشاور والاتفاق علي إستراتيجيات مشتركة حفاظاً علي أمن الإقليم والمنطقة والقارة. وأعلن أن المباحثات تتطرق إلي قضايا الإقليم ومايتعلق بالإيقاد ومسؤولياتها وعلى رأسها السلام في دولة جنوب السودان.
وأوضح غندور أن مدة الزيارة ثلاثة أيام واعتبرها تأكيداً على عمق العلاقات وأهمية الموضوعات التي سيتم نقاشها . وأشار إلى أن رئيس الوزراء الأثيوبي سيزور عدداً من مشاريع التنمية الزراعية والصناعية والتقى عدداً من الجهات، بجانب إلقائه محاضرة حول منطقة القرن الأفريقي وأهميتها للسودان وأثيوبيا وكيفية المحافظة على أمنها.
وفيما يتصل بسد النهضة، قال غندور إنها جزئية صغيرة في علاقات البلدين. وأشار إلى وجود وزير المياه الأثيوبي في الوفد. وأكد على الروابط القوية بين السودان وأثيوبيا وقال “قضية المياه تهم البلدين في المقام الأول”، وأوضح أن قضية سد النهضة مشروع تنموي أثيوبي لكنه يهم السودان ومصر. وأكد أن النقاشات حول سد النهضة حول كيفية تجاوز أي عقبات والتأكيد على ضمان الأمن المائي في الدول الثلاث وحقها في التنمية دون الإضرار بأي بلد.