بسم الله الرحمن الرحيم
بيان
جاء خطاب فخامة رئيس الجمهورية مساء الْيَوْم واضحا و اكد من خلاله انه أعطى التعليمات الفورية بإنشاء صندوق وطني لمواجهة الوباء ، بعد أن رصدت له ميزانية الدولة مبلغا ماليا معتبرا، قدره 25 مليار أوقية قديمة وترك مفتوحا لمختلف المساهمين، خصوصا من أصدقاء وشركاء موريتانيا في التنمية. كما بين الخطاب ان السلطة وضعت خطة طوارئ اشتملت على حزمة واسعة من الإجراءات لمواجهة الوباء ومواجهة
الأضرار غير الصحية له، وهي كبيرةً ومتنوعة وتمس جميع المواطنين لكنها تلقي بثقلها الفوري والمباشر على الطبقات الفقيرة والفئات محدودة الدخل اللتين تشكلان غالبية مواطني بلدنا.
ان هذه الإجراءات الكبيرة التي تم اتخاذها الليلة في غاية الأهمية لكن يجب ان يُؤْمِن نفاذها بوضع أعلى قواعد الشفافية وتجنيبها تلاعب وعبث مخالب الفساد الاداري والمالي وأصحابه الذين أظهروا على امتداد عمر الدولة جاهزيتهم الدائمة لاستغلال المحن، والانقضاض على قوت المواطنين دون رحمة : الجفاف، كوارث الفيضانات، المجاعة، انتشار الأوبئة .. وممارسة ما جبلوا عليه من ممارسات مخلة بالشرف واخلاق المهنة ومناقضة لقيم ديننا الحنيف، وهي المسؤول بشكل أساسي ان لم يكن وحيدا عن ما نعانيه من عجز بنبوي شامل و من تدهور على مستوى مؤسسات ودوائر الخدمات العامة المرتبطة بحياة المواطنين في الظروف العادية وفِي ظروف الأزمات والمحن والكوارث على حد السواء ..
إننا في حزب الصواب وضمن الدائرة السياسية لقوى المعارضة الوطنية الديمقراطية التي نتشبث بها، مع طيف سياسي واسع داخل الساحة الوطنية نرى اننا في لحظات تهديد جدي لكياننا الوطني وبقاء دولتنا ومجتمعنا، لحظات تستوجب التفاف بَعضنا على بعض في خندق واحد هو خندق حماية البلاد، وتأمين تحاوزنا لتهديد وشيك، آثاره حولنا مدمرة على نحو يقيني يفوق فيه العيان أعلى درجات البيان، ولذا نهيب وندعم كلما قامت به السلطات العمومية إلى حد الآن من إجراءات لمواجهة وباء يزلزل دول العالم ويهز أركانها الصناعية والمالية والصحية، ويعرضها لأسوء امتحان عرفته البشرية خلال القرون الاخيرة، كما نهنئ الشعب الموريتاني بخطاب فخامة رئيس الجمهورية الليلة الشامل والمنصف، و نقدر حجم ما اشتمله من إجراءات، واسعة وذات توجيه دقيق، وندعو الله ان يجنب بلادنا كارثة تجوب العالم من حولنا، ويحمي البشرية منها ويدفعها لعهد قوامه الأخلاق والتآزر الإنساني في وجه ما يهدد البشرية جمعاء
القيادة السياسية
25 مارس 2020