يوم له مابعده.
لنتجاوز صفحة الجدل العقيم والتعصب الأعمى .
أقر الدستوري نتائج الإستفتاء ، وبات لزاما علينا جميعا -بقوة القانون- أن نستظل علمنا الجديد بألوانه الثلاثة الجامعة المانعة الرافضة للإقصاء والتهميش والإحتكار.
أحترم رأي من رفضوا التعديلات ،فلهم كل الحق في بسط رؤاهم وأفكارهم والدعوة إلى التمسك بمايرون في بقائه مصلحة البلاد والعباد ،بيد أني أعتقد أنه من غير الوارد أن يظل النقاش في مربع ضيق متجاوز لم يعد مناسبا لتلاحق الأحداث ومآلات المسير.
وسواء أنصفت هذه السطور أو وضعت من قبل -الهاربين إلى الأمام - في خانة التملق ،فعلى المشتغلين بالحرف عموما الكف عن التشكيك في الثوابت ،والإحجام عن خدش الشعور الوطني بالغمز والسخرية من مكانة المجاهدين الذين روت دماؤهم الزكية رمال هذه الأرض العصية .
نعم ، نختلف في السياسة والإقتصاد والثقافة والإجتماع ،لكن لابد أن نحترم الثابت التاريخي .
أشعر بالحسرة ،عندما أسوق حقيقة مؤداها أن حقبة المقاومة ظلمت وغيبت عن قصد. وأجدني في حرج كبير عند التخصيص ،خوفا من السقوط في وحل الأسرية الضيقة والمحلية الهدامة .
كل الموريتانيين رفضوا الإستلاب والخضوع للغزاة بأساليب متفاوتة التأثير .
مضى من الوقت مايكفي لغربلة تلك الحقبة ،وإعادة تأسيس الدولة من منطلق الإنصاف والمصالحة مع الذات .
من حق أبنائنا أن يتابعوا دراما تلفزيونية عن ملحمة تجكجة .
وعلى قطاع التعليم أن ينظم رحلات مدرسية لوديان الخروب.
يجب أن تحمل الشوارع والمعاهد والجامعات أسماء أبطال المقاومة .
ولكم أخجل وأشفق على أقلام بائسة يائسة ترى في هذا المسعى البناء تشتيتا وتفكيكا للوحدة والتلاحم ،بل أقرأ حروف البرغماتية السياسية الصارخة في عيون من لا يَرَوْن في الأمر طابع الإستعجال ،وينتقدون حث الخطى.
وبعد :
أخذ مطار نواكشوط اسم أم التونسي.
حمل العلم لون دماء الأباة المنافحين السابقين واللاحقين .
سيعكس النشيد الوطني الجديد عضنابالنواجذ على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، واستعدادنا للذود عن حمى وطننا الغالي.
انظروا إلى المستقبل الواعد ،وثقوا أن ليومكم هذا مابعده -بإذن الله-.