أما الموضوع السوري فمختلف نسبيا ذلك أن النظام السوري و في ظروف صعبة و ضمن معادلة عربية مختلة لصالح القوى القريبة من الحلف الأمريكي الصهيوني استمر في الوقوف الى جانب المقاومة في المنطقة و وجدت فيه فصائل المقاومة الفلسطينية و خصوصا حماس سندا و نصيرا ، و أمام الحالة الشعبية الجديدة التي سادت إثر ثورة التوانسة و المصريين ارتبك النظام و انهارت الأصوات الاصلاحية فيه أمام الصقور و تيار الحسم الأمني في وجه التظاهرات البادئة حينها و ذات المطالب المحدودة و كانت الوحشية التي تعامل بها نظام الأسد مع الشباب المتظاهر كفيلة بتوتير الوضع و تصاعد المطالب لتصل حد الدعوة لإسقاط النظام و كفيلة بعد ذلك بالدفع نحو عسكرة الثورة الشعبية التي استمرت أشهرا مصرة على السلمية و هكذا تحول الوضع مأساة ظلت في التوسع و التمدد و هنا دخل على الخط أكثر الإرهابيين خطرا و ضررا و الذي اتخذ تسمية داعش لاحقا كما وجدت قوى دولية الفرصة مناسبة للتدخل مرة بحجة الشعب السوري و حمايته و مرة بحجة مكافحة الارهاب و في سنوات معدودة تحولت سوريا الى خراب و مزقت في الواقع الى دويلات و مناطق نفوذ ،ج و ضاعت الشام و ضاعت الحضارة و كل ذلك بفعل الثالوث محطم البلدان حرية و مواطنة ( الطغاة ) و استقلالا و مصالح ( الغزاة ) وصورة و استقرارا و وحدة ( الغلاة ) و أصبحت الأصوات العالية هي أصوات الاستبداد و حلفائه و التدخل الإجنبي و أدواته و الإرهاب و مجموعاته و غاب صوت الشعب السوري و من يسعون لحريته و انعتاقه .