إعلان لليقظة الاستراتيجية
بسم الله الرحمن الرحيم
إن مركز مناعة الإقليمي لليقظة الاستراتيجية – والذي يهدف إلى بناء اليقظة الضرورية تجاه كل ما يمس أمن واستقرار وسلامة المجتمع الموريتاني - إذ يتابع بقلق بالغ التطورات المتسارعة لفيروس كوفيد 19 "كورونا" ، وما سببه هذا الوباء من أضرار بشرية واقتصادية، وشلل في المرافق العمومية، وتغيير في نمط حياة البشر، وتأثير على التنقل والتواصل بين الأمم والشعوب، بسبب خطورته، وانعدام دواء ناجع لمن أصيب به، وإذ يثمن عاليا الإجراءات والتدابير التي قامت بها الحكومة الموريتانية وروح التعاطي الايجابي مع هذا الوباء، وإسهاما منا في دعم هذه الجهود:
1) نظرا إلى أن فيروس "كورونا" فرض على صناع القرار والباحثين ومراكز الدراسات إعادة النظر في كثير من المسلمات التي كانت راسخة منذ عقود من الزمن كمفهوم الأمن القومي، وحرية الأفراد والمؤسسات ، ووظيفة الدولة في التدخل في جميع مناح الحياة الدينية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية إن اقتضى الأمر ذلك من أجل حماية مواطنيها.
2) نظرا إلى عجز دول متقدمة ذات أنظمة دقيقة، وبنوك لتحليل المعلومات، وحالات طوارئ جاهزة، ودعم لوجستي كبير، وإمكانات هائلة مقارنة ببلدنا في وقف هذا الوباء .
3) استحضارا منا لهشاشة البنية الصحية في بلادنا وضعف الطاقة الاستيعابية لمستشفياتنا وعياداتنا الطبية في حال وجود وباء عام.
4) إدراكا منا لنسبة ارتفاع الأمية في بلدنا ، وقلة الوعي ، وعدم احترام قواعد الوقاية الصحية .
5) نظرا إلى العادات المترسخة في المجتمع الموريتاني ( المصافحة، المعانقة، الازدحام في الأسواق، وفي وسائل النقل العمومي، وفي الأعراس، والمآتم، وفي المتنزهات التقليدية...)
6) إدراكا منا لأهمية استخلاص العبرة من هذا الوباء بالاستعداد الاستباقي لمثل هذا النوع من الكوارث بشكل دائم رسميا وشعبيا .
فإننا نقترح على الجهات الرسمية :
1. اعتماد تدابير استباقية تقوم على الاستعداد لأسوأ الاحتمالات ، مع ضمان خطوط الامداد بالدواء والغذاء...
2. غلق أسواق المواد الكمالية التي لا يعد وجودها ضروريا في الحالات الطارئة؛ ومراقبة أسواق المواد الغذائية .
3. غلق الفنادق، والمطاعم ، والشقق المفروشة.
4. تعليق العمل في بعض المؤسسات والقطاعات الخدمية بشكل مؤقت؛ والاكتفاء بالحد الأدنى من العمال في بعض المؤسسات الأخرى.
5. تمديد غلق جميع مؤسسات التعليم ، وإصدار أمر بغلق المحاظر إلى إشعار جديد.
6. غلق الملاعب الرياضية وجميع أماكن التجمع العام
7. تعليق صلاة الجمعة والجماعة في المساجد على غرار كثير من الدول الإسلامية، بعد إصدار فتوى بهذا الشأن.
9. تعقيم المنشآت الحيوية.
10. إجراء فحوص عشوائية للأحياء التي يتركز فيها الأجانب.
11. تسفير جميع الأجانب الذين لا يملكون إقامة شرعية .
12 إصدار قانون بتجريم ومعاقبة كل من يتعمد عدوى غيره، أو يتهرب من الحجر الصحي
13 فرض حظر التجول
14 مراقبة الالتزام التام بكل التعليمات الصحية والتنظيمية الصادرة عن الجهات المختصة في الدولة.
وأخيرا فإن الأزمة المعقدة التي تعانيها الدول والمجتمعات التي عصف بها كوفيد 19 كانت بسبب أنها لم تأخذ الانذارات المبكرة من هذا الوباء على محمل الجد، ولم تتخذ التدابير والاحتياطات اللازمة في الوقت المناسب بحزم وقوة. وما دامت النيات الحسنة وحدها لا تكفي في وقف هذا الوباء؛ فإن ما طالب به هذا البلاغ من الإجراءات الاستباقية - والتي قد تبدوا للبعض راديكالية – تعد في نظرنا ضرورية من باب الاحتراز؛ وهي إجراءات مؤقتة يحتاجها بقاء المجتمع ، وتفرضها ظروفه، و تقتضيها اليقظة الاستراتيجية، فالشرع والعقل والمصلحة متضافرة على وجوب تحقيق كل ما من شأنه الحفاظ على المقاصد الكبرى للدين والدنيا، والتي على رأسها الحق في الحياة.