افتتاحية الاثنين
16/03/2020
لا خلاف ان جهودا كبيرة قامت وتقوم بها الدولة خلال الأيام الماضية لتفادي انتشار جائحة كورونا المستجد وعلى المواطنين التحلي بالحس الحقيقي للمسؤلية والنضج المدني الذي سيمكن شعبنا من استيعاب خطورة المرحلة وتعويض ما لدينا من محدودية الإمكانيات العلمية والمادية مقارنة مع دول معروفة يفتك المرض بها الآن ويضعها على حافة أزمة لا ترى أفقا قريبا للخروج منها، ولن يكون هذا التعويض إلا بأعلى درجات اليقظة والحذر والانضباط التام لكل التعليمات والتدابير الصادرة من الجهات الصحية الرسمية الموريتانية ، والاستعانة ما أمكن بما يصدر عن الهيئات الصحية الدولية من خلال منابرها الرسمية الفعلية ونشراتها الموزعة بشكل مؤكد على صفحاتها المعروفة مع البقاء في البيوت إلا لضرورة العمل أو التسوق العادي وتفادي التحركات داخل الفضاء الذي نقيم فيه : ( مدينة، قرية، تجمع ريفي) أو خارجه للسفر إلى مكان آخر، والغاء كل الحفلات العائلية مهما كان الدافع إليها، فكل تجمع الْيَوْم مهما كان سببه والدافع اليه هو مصدر قوي محتمل لنشر وتفشي عدوى جائحة خبيثة حين تطل برأسها تضرب بلا هوادة، ودون رحمة ونرى دولا مثل إيطاليا يعجز نظامها الصحي المتطور عن التعامل مع أعداد ضحاياها المتنامية التي غدت تفوق إمكاناته ويضطر للتخلي عن معالجة فئات عمرية من المصابين وتركهم على أسرة دون معالجة لينضموا الى أعداد الوفيات التي بلغت يوم امس 15/03/2020 وحده رقما في حدود 409، ذلك ان هذه الدولة المعروفة بوعي شعبها المدني والصحي استخفت بالامر منذ البداية واعتبرته إنفلونزا عابرة تضرب الصين بينما أظهرت الحقيقة انه فيروس متحول وقاتل ولا يعرف الحدود ولا يستأذن الغافلين المتساهلين.
اننا الْيَوْم في موريتانيا في اكثر أوقاتنا حاجة لروح التضامن والتآزر الموروثة عن أمهاتنا وآبائنا والتخلي عن الأنانية والجشع الذي ضربتنا فيروساته الفتاكة في مناخ الليبرالية المعمم منذ مدة، كما أننا بحاجة إلى إطلاق النفير العام الذي يجعلنا أسرة واحدة تدافع عن حوزتها وأمنها النفسي والصحي الذي يتعرض لامتحان قاس ومخيف مثل أشقائنا في دول المعمورة، لأن الآتي مجهول في ظل زمن الكورونا المستجد وفي ظل عالم يعيش نفس الزمن بكل الأزمات المُحتملة وبهيستيريات متفاوتة ستكون تداعياتها على حياة الإنسانية أخطر من تداعيات الفيروس المستجد نفسه.