يتمكن الإنسان الذي يتمتع بالذكاء والحدس معا من حل المشكلات الحياتية، فعندما تجتمع هاتان الصفتان في شخص واحد، يصبح بإمكانه اتخاذ أفضل القرارات، لأنه يستخدم كلا من قوة العقل والمشاعر مع الموازنة بينهما.

وحسب تقرير نشرته مجلة "لآمينتي ميرافيليوزا" الإيطالية، فإن الشخص الذي يحسن الجمع بين الذكاء وحاسة الحدس يحدث تغييرا في المجتمع، وبإمكان الشخص الذي يتمتع بسرعة البديهة حل المشكلات بشكل أكثر فعالية، واتخاذ القرارات المثلى.

ويسود الاعتقاد بأن الذكاء والحدس متناقضان، حيث يعد الذكاء آلية عمل عقلانية ومنطقية وتحليلية، بينما ترتبط سرعة البديهة غالبا بأسس غير علمية، وأحيانا وجدانية.

وأشارت المجلة إلى مجموعة كتب شهيرة، مثل "طرفة عين.. قوة التفكير دون تفكير" للكاتب مالكوم غلادويل، و"التفكير السريع والبطيء" للكاتب دانيال كانمان، تشجع المرء على حسن استعمال الحدس والذكاء معا وتدفعه للتفكير بشكل أفضل دون الحاجة إلى قضاء وقت طويل في التردد بشأن قراراته.

وفي هذا الصدد، يستشهد تقرير المجلة برأي ألبرت آينشتاين الذي يقول إن "العقل وسرعة البديهة هبتان ربانيتان مقدستان، وعندما يعمل النظامان بانسجام فهذا يعني أننا ننتقل من عالم الذكاء إلى عالم الحكمة". 
 

ما الحدس؟
الحدس هو معرفة عفوية لا تخضع لأسس منطقية، ويعتبر البعض أن الحدس قادر على توجيه الإنسان. وتُظهر دراسة أجراها الدكتور جان بريتز بجامعة إليزابيث تاون الأميركية، أن قرابة 90% من الممرضات يستخدمن حدسهن عند اتخاذ القرارات اليومية في العمل، لأنهن يعرفن أن هذا النظام يوجههن نحو اختيار القرارات الصائبة.

الشجاعة والثقة بالنفس
ويرى الألماني غيرد جيغينزر، مدير معهد "ماكس بلانك" للتنمية البشرية وأحد أهم علماء النفس في دراسة صنع القرار، أن الذكاء والحدس تمرينان يوميان قادران على وضع الإنسان في مواقف مفيدة.

ويوضح جيغينزر في كتابه "القرارات الغريزية.. ذكاء اللاوعي" أن الأشخاص الأذكياء يستمعون إلى حدسهم وعواطفهم عند الاختيار.

ويشير إلى أن المشاعر تستحق بعض الاهتمام وينبغي عدم إهمالها أو تكذيبها، ذلك أن إعمال العقل والحدس ينمان عن شجاعة فائقة وثقة عالية بالنفس.
 

دخول عالم الحكمة
وذكرت المجلة أن آينشتاين أشار إلى ضرورة إضفاء قيمة للفكر تفوق كل الأبعاد الأخرى في المجتمع المعاصر. وفي ضوء ذلك، فإن أكثر الصفات تقديرا هي التفكير المنطقي والاستنتاج والتحليل.

ورغم تطور معدل الذكاء والمعرفة، فإن الواقع يكشف ميلا لدى الناس نحو إهمال الحدس رغم أنه يساعدهم في اتخاذ القرارات الصائبة بسرعة، ويرشدهم لكيفية مواجهة التحديات اليومية.

لذلك، من الواجب معرفة كيفية توظيف الحدس والإنصات إليه، والتأكد من أنه يعمل بانسجام تام مع الذكاء، الأمر الذي سيتيح للأفراد دخول عالم الحكمة.

المصدر : الصحافة الإيطالية