قبل عام من الآن وخلال خطابه الشهير لإعلانه ترشحه أعلن الرئيس غزواني أنه سيسعى إلى تكريس دبلوماسية متوازنة تراعي مصالح البلد وتحفظ أمنه واستقراره وتكرس دوره المحوري كفاعل في منطقة تتكاثر فيها المشاكل والصراعات والنزاعات ذات الطابع الإثنى والعرقي والفيئوي
ومنذ توليه زمام الأمور غداة فاتح أغست ٢٠١٩ بادر رئيس الجمهورية بإرساء دعائم استقرار سياسي داخلي ومدّ يد التشاور للمعارضة وللداعمين على حد سواء ،فكانت أبواب القصر مفتوحة لكل زعماء المعارضة حتى أولئك الذين لم يعترفوا بنتائج الانتخابات الرئاسية وحرص على تبجيل كل الرؤساء السابقين ودعوتهم لحضور حفل الاستقلال فرسم بذلك لوحة جميلة عن موريتانيا المتصالحة مع ذاتها ومع ماضيها الطموحة لمستقبل جامع يرى فيه كل موريتاني ذاته.
هذا المناخ الداخلي الهادئ والذي استطاع الرئيس بحكمته أن يرسخه في فترة محدودة رغم كل الصعاب ورغم الوضعية الاقتصادية والسياسية الصعبة التي كانت فيها البلاد طيلة العشرية الماضية، دفع كل شركاء موريتانيا إلى أن يثقوا في الرئيس المنتخب ويعطوه دورًه الذي يستحق ريادة ودعمًا وقيادة ..
خلال الستة شهور من فترة حكم الرئيس غزواني كان حضور موريتانيا الدولي يليق بها فكانت زيارة الرئيس التاريخية للإمارات العربية المتحدة التي توجت بمشاريع استثمارية كبرى تقدر قيمتها بملياري دولار وذكرت الجميع بالزيارة التاريخية التي قام بها المرحوم الشيخ زايد الي بلادنا أيام الرئيس المؤسس المختار ولد داداه على روحه شآبيب الرحمة.
وتاتي الآن زيارته للمملكة العربية السعودية لترسخ عمق العلاقات مع أكبر دولة إسلامية وقد نتج عن تلك الزيارة توقيع اتفاقيات هامة في مجالات التعليم والوظيفة العمومية والثقافة والاقتصاد...
خلال هذا الأسبوع كانت انواكشوط محط اهتمام الجوار الإقليمي والدولي حيث زارها مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى وتم فيها أكبر تمرين عسكري أمريكي في منطقة غرب إفريقيا ،كما ترأست موريتانيا قمة دول الساحل كل ذلك يؤكد ريادة موريتانيا في مجال محارب التطرف في غرب إفريقيا.
كانت الدبلوماسية العلمية حاضرة حيث أشرف رئيس الجمهورية على رعاية وافتتاح مؤتمر "مشايخ و علماء وإفريقيا:التسامح والاعتدال ضد التطرف والاقتتال "الذي نظمه بالتعاون مع الدولة الموريتانية منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة برئاسة العلامة المجدد الشيخ عبد الله بن بيه ونتج عنه إعلان انواكشوط الذي صار مرجعية علمية للكثير من المؤتمرات التي عقدت بعده.
كما رعى رئيس الجمهورية المؤتمر الدولي للسيرة النبوية في نسخته الثانية والثلاثين الذي ينظمه التجمع الثقافي الاسلامي برئاسة الشيخ محمد الخافظ النحوي والذي تناول موضوع الأخلاق المحمدية وأثرها في نشر ثقافة الاعتدال والوسطية وحضره مشايخ وعلماء من إفريقيا ومن العالم والإسلامي.
هذه الدبلوماسية العلمية والثقافية أبرزت الوجه المستنير الذي يليق بموريتانيا أرض المنارة والرباط ودورها التاريخي والعلمي في المنطقة عموما وفي افريقيا خصوصًا.
كانت انواكشوط محل اهتمام من دول الجوار الإقليمي حيث زارها الرئيس السنغالي في زيارة اعتبرتها الصحافة السنغالية من أكثر الزيارات ماكي صال نجاحًا وقد نتج عن هذه الزيارة اتفاقيات مهمة خصوصًا في مجال تقاسم الثروة الغازية بين البلدين.
كما زار انواكشوط وزير الخارجية المغربي الذي أكد رغبة العاهل المغربي الملك محمد السادس في أن تكون العلاقات الموريتانية المغربية علاقات استثنائية .
إن عهد الرئيس غزواني هو عهد الدبلوماسية المتوازنة الرزينة التي تجمع بين منطق المصالح العليا للبلاد ومنطق لأخلاق التي جبل عليها الرئيس منذ نعومة أظافره فكانت ظاهرة في تعامله وفي زياراته الخارجية وفي استقبالاته الداخلية
إنها حقبة الصفر مشاكل وداعًا لعهد التأزيم واختلاق المشاكل إنه عهد الاستقرار والتنمية والمحافظة على مصالح البلاد العليا إنه عهد صاحب العهد ...
الدكتور أحمد النحوي