نمتلك جميعا بذرة الإبداع، بيد أنه خلال فترة النمو هناك من يهتم بصقلها في حين يتركها البعض الآخر لتضمحل. وفي أوقات الأزمات، يكون الإبداع أحيانا حليفا كبيرا ويمكن أن يحدث فرقا بين النجاح الكبير والفشل التام.
وفي تقرير نشرته مجلة "رينكون دي لا بسيكولوجيا" الإسبانية، أشارت الكاتبة جينيفر ديلجادو سواريز إلى أنه لا يزال هناك متسع من الوقت لتطوير ملكة الإبداع.
وأكدت دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأميركية أن النموذج الأولي لرجل الأعمال ليس الشاب الذي ترك حياته الجامعية في مقتبل العمر، وإنما بينت أن 38% من الأشخاص الذين بدأوا مشروعا فعليا حققوا النجاح عندما تجاوزوا سنّ الأربعين.
وذكرت الكاتبة أمثلة على غرار أريانا هافينغتون التي أسست موقع "هافينغتون بوست" الأميركي في سن 54، وكارول غاردنر أسست شركة "زيلدا ويسدوم" عن عمر يناهز 52 سنة، وهي مؤسسة تتجاوز قيمة أرباحها خمسين مليون دولار.
إذ لا تعتبر ملكة الإبداع موهبة وإنما مهارة يطورها الشخص ويصقلها طوال حياته.. لذا تعرف على صفات المبدعين:
1. يحلمون وهم مستيقظون
ولا تعد أحلام اليقظة بالنسبة لهؤلاء الأشخاص مضيعة للوقت، بل على عكس ذلك تماما، فالمبدعون يدركون أهمية هذه العملية التي تساعد في التفكير الحر دون قيود معينة ودون أي روابط.
ويعتبر تدريب العقل على مثل هذا النوع من التفكير سبيلا للاعتياد على الخروج من المخططات العادية، فضلا عن أن "أحلام اليقظة" تساعد في حل مشكلة ما أو إيجاد فكرة رائعة، كما أن الخيال في بعض الأحيان يمكن أن يتولى زمام الأمور.
2. مراقبون نموذجيون
على عكس ما يعتقد كثيرون، هؤلاء الأشخاص المبدعين ليسوا دائما مشتتين، فهم مراقبون ذوو نظرة عميقة للأمور، ودائما ما يبحثون في التفاصيل ويجمعون المعلومات باستمرار. وبهذه الطريقة، عندما يندمجون في العملية الإبداعية يخلقون مصادر مختلفة للمعلومات ويمزجونها بطريقة نموذجية لتكوين أفكارهم إبداعية.
3. يستمتعون بالوحدة
وراء أسطورة الفنان المعذب أو العبقري الذي أسيء فهمه، حقيقة تتمثل في أن المبدعين يستمتعون بأوقات العزلة ويبحثون عنها. وفي تلك اللحظات التي يعيشونها بمفردهم، يتركون عقولهم تفكر دون قيود، وهو أمر يصعب تحقيقه عندما نكون محاطين بشكل مستمر بالأشخاص أو متصلين من خلال التكنولوجيا. وهذا يعني أن الإبداع يبدأ قبل كل شيء عندما يتواصل الإنسان مع نفسه، ومع أفكاره وعواطفه.
4. يبحثون باستمرار عن تجارب جديدة
الدماغ الذي لا يتغذى على تجارب جديدة يصيبه الخمول، ويكون ضحية العادات الراسخة، إذ تحفز التجارب الجديدة الفضول الفكري، وتتيح لنا فرصا نتطلع من خلالها إلى معرفة جوانب جديدة من الواقع، وتشجعنا على كسر النماذج المعتادة.
ودائما ما يبحث المبدعون عن طرق جديدة لتحفيز ذكائهم، ومن المعتاد أيضا أن يقوموا بتنفيذ تغييرات جذرية في حياتهم مما يمنعهم من الوقوع في الرتابة.
5. يواجهون المشاكل كتحديات
بعض المشاكل بالنسبة لمعظم الناس تعتبر مأزقا كبيرا يصعب حله، في حين أنها تمثل بالنسبة للمبدعين فرصة لاختبار قُدراتهم، وتحديا يجب البحث عن حل له. وهذا يتيح لهم مواجهة الصعوبات بطريقة إيجابية، دون أن تعيقهم العواطف السلبية.
6. هؤلاء المبدعون ملحون
لا يعرف المبدعون معنى الملل أو الكلل، ولا يستسلمون ويستمرون في البحث عن النجاح في كل مرة يفشلون فيها. إنهم يتعلمون تحمل الأخطاء بقوة ومثابرة. وفي حين يمثل الفشل لمعظم الناس سببا للتخلي عن مشروع أو فكرة، فإنه بالنسبة للمبدعين قوة محفزة تمنحهم العزيمة.
7. يتحملون المخاطر
الإبداع يعني خلق شيء مختلف لم يجرؤ أحد على فعله حتى الآن. وهذا أمر يتطلب التغلب على المخاطر. ولا يخاف الأشخاص المبدعون عادة من الانتقادات أو المنتقدين، بل يمضون قدما ويتحملون المخاطر اللازمة لأنهم يؤمنون بعملهم.
8. يطرحون أسئلة كبيرة
يتساءل المبدعون عن كل جانب من جوانب الحياة ويسألون أنفسهم باستمرار عما إذا كان يمكن تحسين الأمور أو القيام بها بطريقة مختلفة، وفي كثير من الحالات، يعد طرح الأسئلة المناسبة مفتاحا لإيجاد الحلول الصائبة.
9. عاطفيون
ينبع الإبداع من الداخل، من العاطفة، ومن الرغبة بالمعرفة وتجاوز العادات السائدة. ولا يسعى المبدعون إلى الحصول على اعتراف اجتماعي أو مكافأة لأن عملهم يحفزهم بالفعل بدرجة كافية ويجعلهم يكرسون جزءًا كبيرا من حياتهم للبحث في مشروع ما دون التخلي عن جهودهم.
10. يضعون النقاط على الحروف
ربما تكون هذه واحدة من أهم خصائص المبدعين، حيث إنهم يتمتعون بالقدرة على وضع النقاط على الحروف وإقامة علاقات جديدة لم تكن في الحسبان.
في المقابل، يدعي كثيرون أن الإبداع ليس أكثر من معرفة كيفية تنظيم الأمور التي لم تكن مرتبطة سابقا معا لإنشاء فكرة مختلفة.
المصدر : الصحافة الإسبانية