اهلا عزيزي،
بما أنك تفضلت بنشر هذه الترهات فهذه أجوبة عجلى.
- السؤال الأول: لماذا لا يوجد الأنبياء إلا في الشرق الأوسط؟ وليس هناك أنبياء في الصين واليابان؟
- ورد ذكر أنبياء الصين والهند وفنزويلا في القرآن ضمنا. فقد قال الله تعالى: "ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل، ورسلا لم نقصصهم عليك". وقال: "والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله". وقال: "وإنْ منْ أمّة إلا خلا فيها نذير"! بمعنى أنه لا توجد أمة على ظهر الأرض إلا مرّ بها أنبياء ورسل، علم ذلك من علمه وجهله من جهله. ثم إن الله تعالى قال أيضا: "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا". وهي آية فيها مداءات ذهنية وفلسفية لمن رُزق عقلا وقلبا.
ثم إن وفرة الأنبياء ملموسة في ما يسيمه علماء الأديان بالحكمة الخالدة (perennial philosophy). فالأمم متفقة فطريا وتراثيا على ذكرى دينية فيها الجنة والنار والحساب والآخرة. ومنذ بدأ العالم والتنقيب العلمي والأوركلوجي عجزت البحوث عن إيجاد مجتمع على ظهر الأرض غير متدين بدين ما. وكلها أديان تشير للشر والخير والمسؤولية الأخلاقية.
- لماذا تروى قصة محلية متعلقة بأبي لهب في القرآن، وما علاقة كندي يقرأ المصحف بأبي لهب؟
- من المتفق عليه أدبيا وبشريا أن قصة الإنسان قصة واحدة. فأي قصة بشرية حقيقية صادقة صالحة لتصوير حال الإنسان أنّى كان، ومن هنا ثمة أدب عالمي. ولذا يقرأ الناس في بادية موريتانيا وحاضرة نيويورك قصص ماركيز مع أنه لاصلة بينهم وبين القرى الكولومبية. فأنت إذا رويتَ قصة عن جَدةٍ من فنزويلا تصف معاناتها مع حَفَدتها وعقوقهم إياها ومأساتها معهم فأنت تتحدث عن صورة بشرية عابرة ومتكررة في المكان والزمان. كأنك تتحدث عن مأساة الأمومة وإشكالية الكفران البشري، وتحديات الشيخوخة والضعف. فالمشاعر واحدة، والتحديات واحدة، والنفس البشرية المستجيبة -قوة وضعفا- واحدة. ولا يهم إن كان تجسيد الأفكار وقع بواسطة العجوز الفنزويلية أو الرجل القرشي الجاحد.
ولعل من أكبر الأدلة على ذلك أن قصة أبي لهب التي رآها الفتى سببا للطعن كانت سبب إسلام الدكتور الكندي غاري ميلر (Garry Miller).
فقد روى الرجل أن من أسباب إسلامه قصة أبي لهب في سورة المسد، إذ كيف حكم القرآن على رجل بأنه سيدخل النار، وكان بإمكانه أن يتشهد لإبطال تلك الدعوى فلم يفعل. بل عاش بعد نزول السورة عقدا كاملا تؤكد أقواله وأفعاله أنه ذاهب إلى سقر.
أليس من الغريب أن تكون قصة أبي لهب شبهة عند هذا الفتى الغرير، وسبب هداية لذلك الكندي الباحث بصدق عن الحق؟
- لماذا نشهد أن لا إله إلا الله مع أننا لم نر الرسول (صلى الله عليه وسلم) أليست تلك شهادة زور؟
- الإسلام دعوة مفتوحة مؤلفة من عقائد واضحة. من اقتنع بها وآمن بمبادئها فهي مفتوحة أمامه. فالشاهد يشهد بما بين جوانحه من إيمان فحسب. كما أن من تأثر برؤوس الشر والملاحدة يتبعهم ويشهد بما يشهدون به مع أنه لم يرهم. فقد نَفَقَ ماركس في ديار أوروبا قبل التقاء الجد الثالث والجدة الثالثة لصاحب الصوت لطف الله بنا وبه وهدانا وإياه.
مساء طيبا.