لا يختلف اثنان على أن ليفربول بات الفريق الذي لا يقهر هذا الموسم، إذ يطيح بالفريق تلو الآخر محليا وقاريا، فبعد تتويجه بلقب دوري الأبطال الموسم الماضي أصبح قريبا جدا من الظفر بأول ألقابه في الدوري الإنجليزي بعد انتظار دام ثلاثين عاما.
ولكن هذا التألق ليس فقط بسبب عبقرية المدرب يورغن كلوب ونجاحه في إيجاد التشكيلة المثالية وتميز الثلاثي الرهيب المتمثل بمحمد صلاح وساديو ماني وروبرتو فرمينيو، بل العلم كان له اليد الطولى في المستوى الاستثنائي الذي قدمه ويقدمه "الريدز".
البداية كانت من اختيار الألماني يورغن كلوب لتدريب الفريق في أكتوبر/تشرين الأول 2015 بعد سبع سنوات من الإشراف على دورتموند، أسوأها كانت السنة الأخيرة، إذ احتل "أسود الفيستيفال" المركز السابع في جدول ترتيب الدوري الألماني، ورغم ذلك أصر "الحمر" على التعاقد معه.
والسبب يعود لبيانات وإحصاءات وفرها فريق تحليل بيانات الفريق بقيادة إيان غراهام الذي استنتج أنه "رغم النتائج السيئة للفريق فإنه قدم أداء جيدا وأن كلوب لا علاقة له بالموسم المخيب للآمال".
وهذا ما أقر به كلوب عندما قال إن "قسم تحليل بيانات ليفربول سبب وجودي في الفريق".
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن ليفربول هو "أكثر الأندية الأوروبية التي تدمج تحليل البيانات في القرارات والخطط على أرض الواقع".
إضافة إلى غراهام الحاصل على دكتوراة في الفيزياء النظرية، يضم قسم الأبحاث في النادي تيم واسكيت عالم الفيزياء الفلكية وويل سبيرمان الحاصل على دكتوراة في الفلسفة ودافيد ستيل بطل شطرنج سابق وعالم في الرياضيات.
ويدرك هذا القسم أن كل جزئية فوق المستطيل الأخضر لها قيمة وقادرة على تغيير وجهات المباريات ونتائجها، وعن هذا الموضوع يقول واسكيت إنه "عبر معرفة التفاصيل واستخدامها يتميز ليفربول على منافسيه".
فالفريق يجمع المعلومات ليطرح خططا جديدة ويقدمها كلوب للفريق.
وأكثر من ذلك، فإن سبب انتقال صلاح إلى ليفربول هو هذا القسم، لأن الأرقام أكدت أن النجم المصري مناسب للفريق الإنجليزي.
فغراهام نجح في بناء قاعدة بيانات لنحو عشرة آلاف لاعب، وأوصى من خلالها بالأسماء التي يجب ضمها وطريقة توظيفها في الفريق، بحسب نيويورك تايمز.
ومن بين هؤلاء كان صلاح الذي انتقل من تشلسي إلى روما مع سمعة تقول "إنه لا يصلح للعب في البريميرليغ"، غير أن حسابات غراهام أشارت إلى أن في الفترة التي أمضاها مع "البلوز" كشفت عن "جودة كروية"، ولهذا كانت توصية غراهام بالتعاقد معه وهذا ما حصل مقابل 42 مليون يورو.
ولم يتوقف الأمر هنا، إذ أشارت بيانات غراهام إلى أن صلاح وفرمينيو سيحدثان نقلة في الفريق، وهذا جاء بعد تحليل بيانات تمريرات فرمينيو القادرة على صناعة الأهداف، وهو ما تحقق، إذ بلغ عدد الأهداف التي صنعها أحدهما للآخر 25 هدفا حتى الآن، وبات البرازيلي أكثر اللاعبين صناعة لأهداف الدولي المصري.
وبما أن البيانات نجحت في اختيار المدرب واللاعبين، فإن تبنيها سيؤدي إلى الفوز بالمباريات خاصة المصيرية منها، كما حصل ضد برشلونة في مايو/أيار الماضي بإياب نصف نهائي دوري الأبطال الذي انتهى بفوز ليفربول برباعية نظيفة، وبالتالي التأهل للنهائي، 4-3 بمجموع مباراتي الذهاب والإياب.
فجميع عشاق كرة القدم يعلمون أن ليفربول صعد للنهائي بهدف قاتل بمرمى البرسا بعد ركلة ركنية خرافية وسريعة نفذها ألكسندر أرنولد وسجلها ديفوك أوريجي، ولكن ما لا يعلمه كثر أن الهدف ليس من باب المصادفة، بل الفضل فيه يعود لفريق تحليل البيانات الذي لاحظ أن لاعبي برشلونة يتشتتون بعد كل ركلة ركنية أو رمية حرة.
وبناء على هذه المعلومة، تواصل كلوب مع المسؤول عن جامعي الكرات في الملعب وأخبره أن يطلب من الأطفال رمي الكرات بسرعة إلى الملعب، وهو ما استغله أرنولد على أكمل وجه.
المصدر : دويتشه فيلله,الصحافة الأميركية