يشعر الإنسان بالإرهاق في فترات عديدة من حياته، ويتنامى ذلك الشعور سواء بعد فترة طويلة من الإجهاد المتواصل أو من غير سبب واضح.
ويفرط صاحب هذا الشعور بالبحث عن السبب، ويفشل أحيانا في محاولات الاسترخاء والراحة التي تنتهي غالبا بنتيجة مؤسفة، وهنا يتضح الفرق بين الإعياء والإرهاق.
فالإرهاق هو الحالة الناتجة عن الإجهادين العضلي والنفسي، وقد يزول مع الراحة والاسترخاء وأخذ قسط كاف من النوم.
لكن الإعياء شعور لا يزول مع كل محاولات الراحة وانتظام النوم، ويسبب هذا الشعور العديد من الأسباب والتغييرات في الجسم، سواء في الهرمونات أو المعادن، وحتى بعض الأمراض، ويمكن التغلب على بعضها ببعض الخطوات والنصائح.
ونتعرف في ما يلي عن أهم أسباب الشعور بالإعياء، وكيفية التغلب عليها.
عرض لمرض
ينتاب الشخص أحيانا الشعور بأن الإرهاق ناتج عن إجهاد متكرر في العمل، ولكن الإجهاد ليس السبب الوحيد وراء الشعور بالإرهاق الدائم.
ويمكن أن يشكل الإرهاق عرضا أساسيا للعديد من الأمراض، ويعد علامة أساسية على اكتشاف بعض الأنواع لحساسية الطعام، مثل حساسية السيلياك، وهي عدم القدرة على تحمل هضم الغلوتين، التي تسبب لأصحابها الشعور بالإرهاق الشديد عقب تناول أي من مشتقات القمح.
ويمكن اكتشاف عدم تحمل الغلوتين من خلال منعه فترة، والمقارنة مع حالة الشعور بالتحسن، واللجوء مباشرة لاختبارات الدم المخبرية التي تؤكد الإصابة بالتحسس.
تعد اختبارات الدم المخبرية ضرورة لاستبعاد الأنيميا واضطرابات الغدة الدرقية من القائمة المسببة للشعور بالإرهاق، كما أن نقص فيتامين "د" أحد أكثر الأسباب شيوعا للشعور بالضعف العام والإرهاق. ويمكن الكشف عن نقص فيتامين "د" من خلال اختبارات الدم المخبرية.
النوم
يسبب أي اضطراب من اضطرابات النوم في الشعور بالإرهاق والإجهاد صباحا، وأي اضطراب مزمن في النوم يسبب بالتبعية شعورا مزمنا بالإرهاق، لذلك أصبح تخصص اضطرابات النوم ضروريا في العيادات النفسية للكشف عن مسببات عدم جودة النوم، التي تؤثر مباشرة على جودة الحياة.
ومن أكثر اضطرابات النوم شيوعا توقف التنفس أثناء النوم، الذي يمكن اكتشافه بسبب الإرهاق المزمن أو عرض الشخير، كما أن وجود العرضين معا يعد مؤشرا قويا على وجود مرض توقف التنفس أثناء النوم، والذي يمكن علاجه من خلال عيادات النوم أو عيادات الأنف والأذن والحنجرة عبر تدخل جراحي بسيط في سقف الحلق.
ويجب الأخذ في الاعتبار كلا من الأرق والكوابيس أثناء النوم والقلق كمسببات أساسية للشعور بالإرهاق؛ فكل ما يؤثر على جودة النوم يؤثر بالتبعية على الشعور بالإجهاد والإرهاق.
باستبعاد المشاكل الصحية التي يحتمل أن تسبب الشعور بالإرهاق، يمكن بعدها اتخاذ إجراءات وقائية وطبيعية للحد من ذلك الشعور، واستخدام الغذاء في بث المزيد من الطاقة والقوة في الجسم. وذلك باتباع النصائح التالية:
3 فيتامينات تشحن طاقتك
- يعد فيتامين "ب" بكافة أنواعه من أهم الفيتامينات التي تعزز مستويات الطاقة في الجسم، ومن أهم مصادر فيتامين "ب" اللحوم والتمور بأنواعها.
- الحديد من أهم مكونات الهيموغلوبين بالدم، وهو ما يستخدم لنقل الأكسجين من الرئة لكافة أعضاء وأنسجة الجسم، ونقصه يؤدي إلى الإجهاد الشديد، ويمكن تعويضه بالأطعمة الغنية بالحديد مثل السبانخ والبنجر والعسل الأسود، ومن خلال نظام غذائي غني بالحديد.
وتحتاج النساء اللائي يتعرضن لنزيف شديد أثناء فترة الطمث إلى جرعات من الحديد، لتجنب الإصابة بالأنيميا التي تؤدي بدورها إلى الشعور بالإرهاق الشديد.
- تناول أوميغا 3 والأحماض الأمينية يحفز طاقة الجسم، وينشط الخلايا، ورغم عدم وجود رابط علمي مؤكد بين أوميغا 3 والاكتئاب، فإن تناول أوميغا 3 يقلل الشعور بالإجهاد، الذي قد يساعد بشكل غير مباشر على تحسن حالات الاكتئاب الشديدة. ومن الممكن الحصول على أوميغا 3 في السلمون والأسماك والمأكولات البحرية.
الساعة البيولوجية
انضباط الساعة البيولوجية بالجسم ضروري للشعور بالطاقة، وتحديد مواعيد نوم واستيقاظ محددة مهم جدا لتحفيز الجسم وانضباطه وإمداده بالطاقة بسبب تنظيمه دورة إفراز الهرمونات وانتظام الدورة الدموية.
وينصح الأطباء بعدم الإكثار من تناول الكربوهيدرات والمقليات والسكريات بكثرة عند الشعور بالإرهاق.
كما أعزت الدراسات إلى أن الإفراط في تناول الكافيين قد يزيد الشعور بالإرهاق المزمن، بسبب رفع معدلات ضربات القلب، ومساهمته في الشعور بالقلق.
المصدر : الجزيرة