على ذكر استقالة السفيرة المحترمة مريم بنت اوفى مديرة قطاع أمريكا وآسيا والمحيط الهادي بوزارة الخارجية سالني أحد الثقلاء كيف حالك بعد الاستقالة من منصب المدير وقطع الراتب والامتيازات منذ عدة شهور؟ فقلت له : لا أنصح بها ضعفاء العقول مثلكم إلا من اضطر كأن رآها فقط في المنام كابوسا مزعجا عليه أن يستعيذ منه من الشيطان الرجيم ثلاث مرات في اليوم او بعد التقاعد بحولين كاملين وانشدته على الفور :
لا يعرف الكوس إلا من يكابده
ولا البطالة إلا من يعانيها
فخرج وهو يردد : اللهم حوالينا لا علينا يا ارحم الراحمين
بعدها استقلت من الحديث مع هذا النوع من الثقلاء الذي لا يذكرك بذكرى تنفع المؤمنين
ومن أخبار الثقلاء في بلادنا أذكر أن أحد الشعراء الموريتانيين الكبار كان مسافرا في فصل الصيف من نواكشوط إلى البادية في سيارة نقل عمومي قديمة ونظرا لحرارة الجو فقد كان يفضل ان يجد مكانا بجانب نافذة السيارة كي يهب عليه بعض النسيم ولكنه وجد نفسه محشورا في مكان ضيق جدا بين رجلين من فئة الحجم الكبير لا تكاد توجد نسمة ريح بينهما فسلم أمره لله لكن الرجلين المحيطين به إحاطة السوار بالمعصم سرعان ما تعرفا عليه كشاعر لا يجهله أحد فطلبا منه في هذا الجو المشحون بالاختناق الحراري ان يسمعهما أجمل ابيات شعرية قالتها العرب من وجهة نظره فأنشدهما على الفور من شعر قيس ابن الملوح قوله تحديدا :
أيا جبلي نعمان بالله خليا نسيم الصبا يخلص الي نسيمها
فإن الصبا ريح إذا ما تنفست على قلب محزون تجلت همومها
ففهما مقصوده بسرعة وهما يتمايلان من شدة الضحك وطلبا من السائق ان يتوقف حتى يجلس الشاعر في المقعد المريح بالنسبة له مباشرة في مواجهة نسيم الصبا قبل مواصلة رحلة الصيف تلك
من صفحة : سيدي ولد أمجاد