هنالك عقدة تحولت مع مرور الايام واليالي الي عقيدة مفادها أن المعارضة طالما فازت في الانتخابات و ان الأنظمة سرقت فوزها .. و بموجبها يومن البواكي إيمان العجائز بأن مرشحهم فاز في انتخابات 92 لكن ضاع بسبب التزوير علي طريقة كوبني و في انتخابات 2007 لكن العسكر اختار منافسه و في 2009 لكن الباء الطائرة منعته...
صحيح ان مرشح المعارضة التاريخية فاز ابان انتخابات 92 في مدينتي نواكشوط و نواذيبو و استفاد حينها من شعبية لا ريب فيها بفعل عدة عوامل يضيق المقام عن ذكرها لكن النظام استطاع من مركز قوة ان يعبيء أغلبية لا ينكر وجودها سوى مكابر او مخدر ...
و في سنة 2007 كان من الواضح للعيان بأن النظام القائم حينها منقسم علي نفسه بخصوص المترشحين للرئياسيات و ذلك ما يفسر كون مرشح المعارضة التاريخية حصل في الشوط الثاني علي ما يناهز نصف الناخبين بفضل دعم العديد من كبارهم الذين كانوا في حيرة من أمرهم لعدم تمكنهم من المعرفة الدقيقة لخيار النظام. ..و ستكون المعارضة التاريخية صادقة مع نفسها اذا اعترفت بأنها لم تكن لتحصل علي تلك النسبة دون مساندة جزء من النظام القائم حينها ..
كما ستكون اصدق مع نفسها اذا اعترفت بأن النظام القائم هزمها شر هزيمة سنة 2009 و جعل منها أضحوكة بسبب ادعاء الباء الطائرة ...و هو حرف لم يظهر سره الي حد الساعة... لكن من المعلوم أن النظام حينها اختطف خطاب المعارضة و حشرها في ما أسماه زمرة المفسدين ...
و معلوم أيضا ان المعارضة التاريخية التي انتهي بها الأمر في حدود نسبة نقل عن ثلاثة في المئة لم تعترف بنتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة ...
و لعل سر هذه العقدة التي تلاحق جزءا من الطبقة السياسية المورتانية طالما زعمت أن فوزها سرق بعد نتائج اللعبة الانتخابية التي دخلت مع النظام طوعا لا كرها
حصل بسبب عقدة الحزب الواحد المتمثل في " حزب الدولة " الذي يسحق الخصوم السياسين و لا تأخذه فيهم رأفة. و ذلك باستخدام هيبة النظام الحاكم و بالمال و بالحجاب و ربما أحيانا بالسحر ..و بالعين ...