بسم الله الرحمن الرحيم ز الصلاة على لأشرف الأنبياء و المرسلين
في كل الدول تعتبر البعثات الدبلوماسية تمثيلا ميدانيا من اجل التواصل مع الجاليات وضمان مصالح الدولة الممثلة في شتى المجالات و من هذا المنطلق يجب مراعاة الشروط الكفيلة لضمان تلك المصالح عند اختيار طواقم السفارات لأنها من الناحية القانونية هي المسؤول الأول في جميع الحالات.
في ألمانيا مثلا تحاول السلطات الألمانية عند الضرورة الاتصال والتنسيق مع السفارة في جميع الحالات لكن نتيجة عامل اللغة غالبًا ما تكون مهمة التنسيق صعبة و غير انسيابية.
مثلا بأي منطق يمكن ضمان فعالية التمثيل الدبلوماسي في ألمانيا بواسطة طاقم ينعدم فيه من لديه حتى ابسط إلمام باللغة الألمانية. من المستحيل ان نتوقع في هذه الحالة تمثيلًا هادفاً لبلد نامي ومستقر امنيا كموريتانيا يمكن بواسطة تمثيل انجع ان يحصد نصيب الأسد من التمويلات الألمانية الموجهة الي الدول النامية وخاصة الي القارة السمراء.
تعيش في ألمانيا جالية تقدر ب حوالي 1000 شخص وتتكون من عمال ومهندسين في شركات ألمانية وعالمية وتجار مقيمين تنشط أعمالهم في مجالات عدة كسوق السيارات، قطع الغيار و المواد الغذائية ....إلخ. من الواجب علي الجهات المعنية في موريتانية محاولة توظيف كل تلك الطاقات من اجل الاستفادة العلمية والاقتصادية من هذا المخزون الهائل المتجسد في تنوع الجالية في ألمانيا. الطريق الأمثل للاستفادة من كل تلك القدرات يكمن في محاولة الاحتواء والتنسيق مع كل أعضاء الجالية وذالك عن طريق السفارة الموريتانية في برلين وهو وللأسف الشيء المفقود تماماً حتى يومنا هذا. البعض يتسائل أين هو التمثيل الدبلوماسي الموريتاني في ألمانيا إذا كانت السفارة قد كانت إلى وقت قريب لا تتوفر حتى على مقراً ولم يسبق لها ان نظمت أي نشاطات بإسم الجمهورية الإسلامية الموريتانية ذات طابع ثقافي مثلا من اجل التعريف ببلدنا العزيز وفرص الاستثمار المتاحة للمستثمر الألماني أو فرص السياحة، إلى غير ذالك من النشاطات التي تدخل في إطار دور البعثات الدبلوماسية، ناهيك عن الاحتفال بالأعياد الوطنية كعيد الاستقلال مثلا....كلها نشاطات تنظم من طرف أعضاء الجالية وتعجز السفارة في الغالب حتي عن حضورها. لذالك من حق أي كان ان يتسائل أين هو التمثيل حقًا؟ وهل هذا هو ما نستحق كتمثيل دبلوماسي في دولة بقدر ألمانيا ؟
يود هنا أعضاء الجالية الموريتانية في ألمانيا اطلاع الرأي العام و الجهات المعنية في موريتانيا وخصوصًا رئيس الجمهورية على بعض الأمور المتعلقة بعلاقة السفارة الموريتانية في ألمانيا بالجالية أو على الأصح مدى تعاطي شخص السفير محمد محمود ولد إبراهيم أخليل مع أعضاء الجالية في ألمانيا.
بعد تحويل سعادة السفير ولد إبراهيم اخليل إلى ألمانيا قادما من فرنسا بفترة قصيرة نظمت الجالية الموريتانية في ألمانيا لقاءاً في مارس 2015 في مدينة دورتموند للتعارف ومد يد التعاطي والتجاوب مع السفارة ممثلة في شخص السفير. تمت دعوته بصفة رسمية من طرف الجالية ممثلتا في الرابطة الثقافية، الدعوة التي استجاب لها سعادة السفير. عندها التقى سعادته بأعضاء الجالية في مدينة دورتموند وكان لقاء جيد ولأول مرة يلتقي السفير بأعضاء الجالية.
بعدها تفاجأت الجالية بتراجع حاد في مستوى التجاوب من طرف السفير والسفارة بصفة عامة تمثل في امتناع السفير التكرر عن حضور المناسبات الدينية والوطنية التي تنظم من طرف الجالية بصفة مستمرة حيث كان آخر حضور لشخص السفير أو لأي عضو من السفارة هو احتفال عيد الاستقلال 2017 في مدينة فولدا وذالك بعد ان اعتذر سعادته عن الحضور وفجأة اتصل وابلغ عن حضوره. مصادر داخل أعضاء الجالية تحدثت حينها عن ان حضور السفير كان فقط من اجل تدشين عملية تغيير الثوابت الوطنية "العلم والنشيد الوطنيين" واستعمالها إعلاميا.
حقيقة اذا استثنينا اللقاء الذي حصل 2015 في مدينة دورتموند فإن السفارة الموريتانية في ألمانيا لم يكتب لها حتى يومنا هذا ان جعلت أعضاء الجالية يحسون ان لهم فعلا تمثيل دبلوماسي في هذا البلد. غالباً ما يستعين أعضاء الجالية في معظم الأمور المتعلقة بالسفارة بالعلاقات الشخصية مع بعض عمال السفارة من اجل التغلب على بعض المشاكل.
في آخر حادثة حصلت في الجالية كانت قبل ثلاثة أسابيع من الآن وأظهرت مدى ضعف التنسيق بين السفارة وأعضاء الجالية. الحادثة تمثلت في حالة وفاة احد أعضاء الجالية في ألمانيا وضرورة نقله إلى الوطن الحبيب. الجالية ممثلة في الرابطة الثقافية في ألمانيا حاولت بكل ما أوتيت من جهد ان يتم تنسيق عملية نقل الجثمان بين السفارة والجالية لأن أعضاء الجالية الذين قدمو تبرعاتهم المادية السخية من اجل ان يتم هذا الموضوع بصفة سريعة، لكن السفارة أو علي الأصح شخص السفير لم يختر على ما يبدو التنسيق مع الجالية أو على الأقل بصفة مهنية، واضحة و إنسانية و لأن الفترة الزمنية كانت خاصة جداً نتيجة فترة أعياد الميلاد ونهاية العام، كان من اللازم التنسيق مع أعضاء الجالية عن طريقة الرابطة حتى يتم نقل الجثمان بأسرع وقت ممكن. بعد ان فشلت كل محاولات الإتصال والتنسيق مع السفارة تفاجئت الجالية يوم 24.12.2019 بتسديد فاتورة نقل الجثمان من طرف احد أشخاص الجالية بصفة مفاجئة وبدون أي نوع من التنسيق مع أعضاء الجالية. عند الاتصال بالشركة المكلفة رسميًا من طرف السفارة بعملية نقل الجثمان ومحاولة الاستفسار عن مدى أحقية الشخص المعني بعملية دفع الفاتورة كان الجواب بأن الشخص بعث فعلًا من طرف السفارة بورقة رسمية تخول له الأحقية في عملية دفع الفاتورة.
كان احرى بالسفارة ان تعلن بصفة رسمية اهتمامها بالموضوع وتحملها التكاليف المالية المترتبة على ذالك أو ان تتجاوب مع رغبة الجالية المتمثلة في محاولة تنسيق الرابطة مع السفارة من اجل تحمل التكاليف عن طريق توظيف التبرعات والمبالغ المرصودة خصيصا من طرف أعضاء الجالية لذالك.
تعامل السفارة مع شخص نظرًا لاعتبارات أخرى بدل رابطة هي المخولة من طرف الجالية بعملية تنسيق هذا النوع من القضايا اعتبره كل أعضاء الجالية عمل غير مبرر وغير م