سجل نجم كرة القدم السنغالي ساديو ماني المحترف في ليفربول الإنجليزي، أمس الثلاثاء، اسمه بأحرف من ذهب بعدما فاز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا للعام 2019.
وتفوق ماني على زميله في ليفربول المصري محمد صلاح والجزائري رياض محرز لاعب مانشستر سيتي خلال الاحتفالية التي أقيمت في مدينة الغردقة بمصر.
رحلة ماني بدأت من قرية صغيرة بالسنغال تسمى سيديو تقع على نهر كازامانس حيث ولد عام 1992 ونشأ في عائلة تهتم بالدعوة الإسلامية.
وكان والده يعمل إماما لمسجد القرية، وعاش أغلب فترات طفولته مع عمه بسبب الظروف المالية الصعبة لوالديه.
ظهرت بوادر اهتمام ماني بالكرة مبكرا مع أطفال قريته ليقوم أبوه وعمه ببيع كافة المحاصيل التي تنتجها مزارعهم من أجل توفير المال لسفره إلى العاصمة دكار والبحث عن أول طريق النجومية
في دكار بدأ ماني مسيرته مع جينيراسيون فوت، بعد اجتياز اختبارات النادي.
وتمكن من خطف أنظار ميتز الفرنسي المرتبط بعقد تمويل مع جينيراسيون فوت، واضطر للسفر إلى فرنسا دون علم والديه خوفا من منعهما له من تحقيق حلمه.
تدرج بقطاع الناشئين لنادي ميتز وتم تصعيده للفريق الأول موسم 2011-2012، لينتقل على إثرها إلى ريد بول سالسبورغ النمساوي في صفقة بلغت قيمتها أربعة ملايين يورو ليصبح ثالث أغلى لاعب يتم بيعه في تاريخ النادي الفرنسي.
وترك ماني بصمته مع ريد بول سالسبورغ ليفوز معه بلقبي الدوري والكأس، وانتقل بعدها إلى ساوثهامبتون الإنجليزي بعد دخوله في مشكلة مع مسؤولي النادي النمساوي.
عام 2016 انتقل إلى صفوف ليفربول في صفقة بلغت قيمتها بنحو أربعين مليون يورو، ليدخل على إثرها عالم الشهرة والنجومية.
على الصعيد الإنساني، وصفت صحيفة "صن" البريطانية ماني باللاعب الأكثر تواضعا في العالم بعد الفيديو الذي ظهر فيه وهو يساعد أحد العاملين بمنتخب بلاده في حمل زجاجات المياه إلى الملعب قبل مباراة أسود التيرانغا أمام الكونغو بتصفيات أمم أفريقيا 2021.
وسبق لماني أن تكفل بالعديد من المشاريع الإنسانية في بلاده، وخصص مساعدات دورية للعديد من العائلات الفقيرة.
ومن أبرز المواقف الإنسانية دخوله مسجدا بمدينة ليفربول ومشاركته في تنظيف دورات المياه، مما دفع الصحف الإنجليزية للتساؤل "ما الذي يدفع لاعبا يحصل على راتب يتجاوز مئة ألف يورو أسبوعيا لفعل ذلك الأمر؟".
ولا يخفي هذا النجم العالمي حرصه على المساهمة بالأعمال الخيرية، معبرا عن شعوره بمعاناة هؤلاء، وكان من بين أشهر تصريحاته "لا أريد شراء عشر سيارات فيراري وعشرين ساعة وطائرة خاصة.. اختبرتُ أوقاتا صعبة ولعبت الكرة حافي القدمين.. لم أتلق أي تعليم. اليوم أستطيع مساعدة أهلي وشعب بلادي.. بناء المدارس والملاعب وشراء الملابس والطعام لهم.. أفضّل أن أمنح أهلي بعضا مما منحني إياه ربي".
المصدر: الجزيرة نت