منذ عهد المختار ولد داداه حتى عهد الرئيس معاوية لم يكن في الحكومة والا الإدارات ولا المؤسسات العامة للدولة اي شخص من شريحة الفنانين
و في منتصف حكم الرئيس معاوية ولد الطايع كان أبي آنذاك استاذ فرنسي و مكون في مدرسة تكوين المعلمين، أبي الأستاذ أبوه ولد بوب جدو هو شخص لديه روح القائد و يعتبر رائد في كل مجالاته التي خاض في خضم حياته المهنية، هنا اريد القول أن أبي لاحظ كل ذلك الغبن و الظلم والتهميش الذي يتعرض له ابناء جلدته من فناني هذا البلد، فقرر أن يقوم بكتابة رسائل الى القصر الرمادي يشتكي فيها هذا الحال، و لما لم يجد الرد
انتهز فرصة زيارة الرئيس معاوية لمقاطعة كوبني وقرء رسالته علنا عن الغبن والتهميش التي ختمها بسؤاله الشهير :
ولا بيكم عن لمرابط ماهو صاحب ايكيو؟
إذ كان آنذاك العالم احمدسالم عدود رحمه الله هو وزير الشؤون الإسلامية و تربطه علاقة وطيدة ومحبة وصداقه بالوالد، و بعد ما أثارته الرسالة من ضجة قرروا أن يقوموا بتعيين أحد من هذه الشريحة وكان أبي أحد المرشحين لذلك التعيين وفي آخر لحظة منع منه لأنه كان فنانا أكاديميا مطبقا على الصعيدين الدولي و الوطني
و تم تعيين شخصا من شريحة الفنانين لكن لا يعزف ولا يغني وهكذا بدل الإنصاف الذي كان أبي يدعو له تكرر الغبن والظلم والتهميش
و كانت هذه الحادثة هي السبب في انسحاب أبي شيئا فشيئا من الساحة الفنية و هي أيضا السبب في انه قرر أن جميع أبنائه لن يزالوا مهنة الفن و فعلا لم يزاول ابدا أحد اخوتي هذه المهنه و تخرجوا جميعا و درسوا آملين أن لا يتم اقصائهم كأبي.
أما أنا فخرجت للدنيا مصاحبة لهدفين اثنين الأول هو أن أوصل الرسالة السامية للفن و أهميته في توعية مجتمعي و الثاني هو أنني سأكون يوما ما كما أراد أبي وأواصل كي أحقق ما عجز هو عن تحقيقه آملة في حكومتي و رئيسي و أبناء بلدي أنهم سينصفونني، فلا أظن الظلم سيستمر، ولا أظن أننا أمة تجتمع على ظلم و تهميش البشر.
فيا غزواني، هل أنت كسابقيك؟
القانونية والفنانه والناشطه : فنفونه بوب جدو