بِسْم الله الرحمن الرحيم
وصلي الله علي نبيه الكريم
-و أخيرًا إكتملت الهيئات المنبثقة عن مؤتمر الحزب؛
فهل حقًّا المولود الجديد، جديد مولود؟
في البداية أرفع القبعة للسيدة الوزيرة مكفولة بنت أگاطً علي موقفها المسؤول و الناصح مما جرى في مؤتمر حزبنا
حزب الإتحاد من أجل الجمهورية المنعقد بقصر "المرابطون" يوم 28 دجمبر 2019.
وفِي الحقيقة أني للأسف لاحظت في ختام الْيَوْمَ الأول، أن البعض خرج بانطباعات سلبية عن مجريات الحدث الكبير و ربما تمنى لو ان هذا المؤتمر المستأنَف ظل معلقًا ولَم يتنزل بهذا الشكل.
فلا المختارون خرجوا بفرحة التزكية الحقيقية و لا المؤتمرون الناخبون لهم شعروا بالاعتبار في لعب دورٍهم الفعال المفترض.
وهكذا ضاعت فرصة ثمينة في لحظة مهمة كان يحدو فيها الأمل غالبية الموريتانين من كونهم يسيرون أخيرًا نحو مقاربات ٍ جادة و مقنعة و صحيحةللأمور علي ضوء انتخاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الذي إستبشر الجميع بخطابه و نهجه و ممارسته حتي الآن للحكم.
فما ضر القوم -مادام عدد الأعضاء الاستحقاقين في المجلس الوطني كبيرًا الي ذالك الحد- لوتركت البقية للمنافسة
و الانتخاب والمداولة ما بين المؤتمرين ولو تحت سقفٍ معين.
إن المؤتمرات بهذا الحجم هي فرص متباعدة في حياة الأحزاب لذلك ينبغي أن تكون مناسبة للاستماع و التفاعل مع الوافدين من الّداخل و من الأطر
و الفعاليات المختلفة وهي أيضاً سانحة للمحاسبة والتقييم والتقويم و التوجيه وكذلك للمثاقفة والاحتكاك مابين الجهات والأجيال تأسيساً لانطلاقة جديدةٍ وجادة تطبعها ثقافة الممارسة الديموقراطية الداخلية المفيدة التي كان من شأنها أن تقنع المنتسبين برسالة الحزب الجديدة وجدارته للمرحلة وليرتفع في نفوسهم ووعيهم..
لقد كان المكان والظروف اللوجستية مؤاتية لتجربةٍ من هذا النوع جديرة بهذا الحكم الجديد بحيث تأخذُ الأشغال من الوقتِ ما تحتاجه حتى يكون النجاحٍ ناضجٍا ومشرقا بدل الاستعجال المربك.
وإذا كان اليومُ الأول حافلاً بالإثارة و التّرقب و انتهى بشكلٍ مرضي لدىالكثيرين عن الوجه الجديد الذي إنتُخِب رئيساً للحزب السيد سيدي محمد ولد الطالب أعمر
وهو شخصية تحظي بالاحترام لما له من تجربةٍ وكفاءةٍ و تقبل.
وبالنظر لأني لست من الأعضاء الاستحقاقيين ولم أكن محظوظة فيما أسماه أحد المندوبين في القاعة تندرا "بالإجراءات الخصوصية " لليوم الأول فقد كنت غائبة كالغالبية عن مجرياتِ اليومِ الثاني لكن النتيجة كانت مفاجأة إلى حدما بصبغتها النمطية وألفة وجوهها في الغالب الأعم.
وبالمناسبة أودّ هنا أن أُعبر عن إحترامي لكل أعضاء هيئات الحزب المنبثقة عن هذا المؤتمر المهم مع كل ذلك متمنية لهم التوفيق في الارتقاء بحزبنا
و ترشيد أدائه؛ وفِي الحقيقة ان من ضمنهم علي المستوي العام و الضيق من لي به شخصياً معرفة و ثقة وهم جديرون بما انتدبوا له من تمثيل وتبريز ولكن وجه الاستدراك هوعلي لآليات و الصيغ المتّبعة من المنظور العام و الكلي.
ولا يخفي أن الاستنقاص فيما حدث رغم الظروف المفهومة التي إكتنفته هو ناتجٌ عن علو سقف التوقعات والناجم من روحِ الثقة برئيسنا الجديد و برئيسِ حكومته إِذْ لو كان الأمر في غير عهدهما المبارك لما أستكبر أحد النواقص ولما عبرت شخصيا عن مثلِ هاذا الرأيِ لعله يفيد في شيء.
واتمنى من القلب ان يكون هذا هو الفصل الأخير من "إستمرار النهج" للعهود الماضية في مقارباتها لتسير الحزب الحاكم أياً كانت تسميته، بل عسيً أن يشفي البلد نهائياً من متلازمة مقولة "حزب الدولة " المفخخة و الغلقة دوماً .
وفِي كلمة أخيرة للمستقبل أودّ ان أُلفِت إنتباه أخواتي و إخوتي المندوبينَ أنهم بِعد إفتتاح أي مؤتمر فالمؤتمر سيدُ نفسه و يمكنه التصويت على تعديل جدولِ أعمالهِ و مدةَ أشغالهِ، كما أن حرية المداخلات و الاقتراحات و الاعتراض و حتي الطعون الإدارية و القضائية في حال الخروج على النصوص
و القواعد المرعية، لا تعتبر عدم إنضباط أو روح سلبية ولا حتي سوءُ نيةِ و إنما هي ممارسات لحقوقٍ سياسية تسهم في ترشيد العمل الحزبي وعقلنتهِ.
أن أريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه أنيب