خاص _ مراسلون : يبدو أن الخلاف الصامت الذي استمر أكثر من عام و الذي تم فيه استخدام مختلف الوسائل قد تطور سريعا و بشكل خطير حتى أصبح البعض يقول إن محاولة انقلاب جرت، أو غير ذلك ..
بدأت الأمور تخرج عن السيطرة منذ الاجتماع بين الرئيسين الحالي ولد الغزواني و السابق محمد ولد عبد العزيز و الذي احتضنه القصر الرئاسي مساء الخميس ليل الجمعة الماضي و الذي لم يستمر أكثر من 10 دقائق ـ علا خلالها الصوت و طالبه بالمغادرة قبل أن يفقد أعصابه ..
كان الموضوع يتعلق ببعض الملفات ذات الأهمية الاقتصادية البالغة :
- ملف اختفاء أموال صندوق الأجيال الذي تم على إثره استدعاء وزير المالية السابق المختار ولد اجاي من ازويرات بعد تقرير أعده الوزير الحالي الدكتور محمد الأمين ولد مولاي الزين
- ملف مراجعة اتفاقيات الغاز و هو القطاع الذي يديره الوزير المقرب من عزيز محمد ولد عبد الفتاح الذي لم يوقع أن غزواني هو مرجعية الحزب و إن استقبله في أكجوجت منحنيا و مبتسما
- و ملفات أخرى مشابهة لم يجدا وقتا لتناولها ..
هنا لم يعد للكلام جدوى و حتى السياسة لم تعد تفي بالغرض ، خاصة بعد تلاشي الفاعلين و تبرئهم من عزيز نوابا و عمدا و رؤساء مجالس جهوية ...
و قد كانت السلطات في هذا الوقت تزواج بين معطيين أولهما اليقظة القوية و الثاني التكتم الشديد
كانت إقالة قائد كتيبة الأمن الرئاسي العقيد محفوظ ولد سوقوفارو ـ المقرب من الرئيس عزيز ـ أول اعلام للجمهور بالإجراءات العسكرية و الأمنية التي تم اتخاذ العشرات منها تزامنا ، ليتم تعيين القائد الكتوم أحمد ولد اميلح قائدا للكتيبة بمساعدة المقدم شيخنا ولد القطب
و قد حصل خلال هذه الفترة رصد بعض الاتصالات التي لم ترق إلى الفعل لكن الحيطة كانت أولى فتم إخراج فرق بازب من أكجوجت لتبقى معلقة في صحراء إينشيري حتى إنذار جديد ..
وتولت الكتيبة الخاصة Bs مهمة تأمين الحفل والمنصة الرسمية وهي كتيبة عالية التدريب متواجدة عند بوابة الهندسة العسكرية كما أظهرت الكتيبة الأولى للصاعقة " اجريده " 2iem bc يقظة كبيرة و حزما صارما و تحكي بعض المصادر عن إجراءات قوية قامت بها و ثغور صححتها حتى نجح العرض ـ رغم انقطاعات النقل المباشر المتكررة في التلفزيون الرسمي .
لقد استمرت حالة الترقب العسكري أسبوعا قبل العرض لكن لم ينتبه لها في نواكشوط من الأطراف غير العسكرية إلا السفارة الفرنسية التي كانت تسد الطريق أمامها في الساعة الخامسة عصرا بعد ما كان يجري ذلك في حدود التاسعة في الأوقات العادية
و يقال إن بعض الأطراف نصحت الرئيس بعدم التوجه للعرض العسكري غير أنه أصر..
و كان أحد المسؤولين قد قال ل " مراسلون " يوم االثلثاء إن الرئيس غزواني غاضب جدا على غير عادته ، بعد ما كانت مصادر أخرى تقول لنا أنه يعلق على ما يجري من تطورات بالضحك ، ربما في إشارة إلى ـ اتخاذ الخلاف حول الحزب كعنوان للخلاف على الملفات الاقتصادية ـ
و أمس غادر الرئيس مباشرة بعد العرض ـ حيث ربما استجدت معطيات تتطلب منه ذلك تاركا تدشينات كانت مبرمجة لمساعديه من الوزراء و القادة العسكريين و يتعلق الأمر ب ( دار الضيافة في الثكنة العسكرية - قصر العدالة - الإدارة الجهوية الأمن
- توسعة شبكتي الكهرباء و المياه)
أخيرا يعتقد أن ما يجري من تسريبات ـ صادقة أو خاطئة ـ ليس إلا عملية تسخين و تحضير لخطوات قوية ستطال عدة أطراف في المشهد ـ و هو ما يترقبه المتابعون و المراقبون ...
