أعلن فريق من علماء الكيمياء التخليقية تابع للجيش الأميركي نجاحه في تطوير طريقة لإنتاج بوليمرات اصطناعية يمكن لها أن تدخل في نطاق صناعة الدواء والتكنولوجيا بصورة تطور كثيرا أداء الجنود، وتحافظ على حياتهم بشكل أفضل، سواء في المعارك أو في غيرها.
وجاءت النتائج -التي نشرت في دورية "نيتشر كوميونيكشنز" في 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري- لتقول إن هذا الفريق البحثي تمكن من تسخير قوة الريبوسوم، وهو جزيء خلوي مسؤول عن صناعة البروتين، لتخليق وحدات صغيرة يمكن استخدامها لصناعة بوليمرات مفيدة.
جسم الإنسان مصنع دواء
البوليمرات هي ببساطة مواد مصنوعة من سلاسل طويلة ومتكررة من الجزيئات نفسها، وتمتلك عادة خصائص مميزة حسب طبيعة تلك المواد؛ فبعضها يكون مرنا جدا مثل المطاط والبوليستر، والبعض الآخر صعب وقاس مثل الزجاج.
وحسب الدراسة الجديدة، فإن الإنجاز الأكثر أهمية لهذا الفريق البحثي هو تمكنه من استخدام قدرات آلة خلوية فعلية لتصنيع وحدات تحت الطلب؛ بمعنى أن الريبوسومات تنتج بالفعل ما يحتاجه الجسم، لكن أن نستخدمها لصناعة منتجات محددة مسبقا هو ما يجعل الأمر مثيرا للاهتمام.
وأكد الباحثون التابعون للجيش الأميركي في ورقتهم البحثية أن البوليمرات التي تم إنتاجها من خلال تلك الطريقة الخلوية سيكون لها مستقبل واعد في صناعة مواد متطورة وعالية الأداء مثل الإلكترونيات النانوية ومواد الشفاء الذاتي.
من جهة أخرى، فإن هذه البوليمرات الاصطناعية الجديدة قد تمكن الباحثين مستقبلا من تطوير معدات الوقاية الشخصية المتقدمة، وخلايا الوقود، والخلايا الشمسية المتقدمة، وتمثل كلها مفتاحا لتطوير أداء جنود الجيش.
مبادرة دفاعية
يأمل هذا الفريق البحثي خلال السنوات القليلة القادمة أن يوسع نطاق استخدام تلك التقنيات الجديدة، التي تعتمد على ضبط الهندسة الخلوية لخدمة البشر، بحيث تصبح الخلية البشرية -على قدر الدقة والانتظام اللذين تحتويهما– مصنعا لإنتاج المزيد من البوليمرات المفيدة.
وحسب الدراسة الجديدة، فإن ذلك قد يتطور لإنتاج صيدلة جديدة تماما يمكن لها أن تنجح في صد مقاومة البكتيريا التي تتزايد يومًا بعد يوم.
معمل أبحاث الجيش الأميركي -الذي نشر الدراسة- هو مبادرة بحثية متعددة التخصصات تابعة لوزارة الدفاع الأميركية، وتتعاون مع علماء من عدة جامعات أميركية من أجل تحقيق إنتاج بحثي مفيد –بشكل أساسي– لتطوير قدرات الجنود وحمايتهم.
المصدر : الجزيرة نت