من برنامج السنة الخامسة ابتدائي في مادة العلوم (leçon de choses)، علمنا الأستاذ توري (Touré) رحمه الله أنّ البعوض (les moustiques) من الحشرات المضرة بالإنسان والحيوانات،،، وإنها من أضعف المخلوقات، ولكنها من أكثرها سببًا في سقوط ضحايا بشرية. فعلى مدى التاريخ تسببت البعوض في قتل الملايين من البشر بالملاريا (paludisme) خاصة. وقال توري (Touré) بانها تتعاظم وتزهو في المستنقعات والقمامات والقاذورات دون غيرها. وتنتشر وتنشط حين تغرب الشمس ليلًا وتختفي حين تشرق نهارا. إنها تكره الأماكن النظيفة، ولا تتحمل وضوح الرؤية. وعلمنا كذلك أنّ البعوض تُزعج الناس والدواب بدورانها المستمر وطنينها الدائم حول الأذنين ولسعها المباغت؛ ولكن الأستاذ توري (Touré) أوصانا بعدم ملاحقتها والاحتماء من لسعاتها وراء الناموسية (moustiquaire) وتركيب مشبعات (grillage) على النوافذ والأبواب واستعمال مراوح تهوية (ventilateur)،،، وحذّر كل الحذر من الدخول مع البعوض في معركة غير متكافئة ومحسومة لصالحها سلفا. فلسان حال البعوضة يقول: العضّة فيك، والضّربة فيك، وإن قتلتني تنجس يديك! وإذا استخدمت المبيدات، فإنك تُلوث بيتك وتُزكم أنفك.. والبعوض باقيّة على كل حال ما بقيت القمامة والمستنقعات والظلمات،،،
ذلكم هو حال بعوض الفيس بوك،،، هناك من يتحدث عن "ذباب ألكتروني", وفي ذلك ظلم كبير للذباب،، وشتان ما بين الذباب و البعوض ،، وإني لأنصحكم بما نصحنا به الأستاذ توري : لا تصارعوا أقلام السوء وفقراء الضمير والأخلاق مهما لسعوكم وطنّنوا وداروا من حولكم،،، لا تردوا على الإساءة بالإساءة،،، وإلاّ فالعضّة فيكم والضربة فيكم وإن قتلتم بعوضة فتنجسوا أيديكم،،،الحل الأمثل والوحيد هو الاحتماء وراء ناموسية "التجاهل" و"الترفُّع"!