تزايدت خلال الأشهر الأخيرة (خصوصا اكتوبر) وبرزت النشاطات الحقوقية لهيئة الساحل التي يرأسها الأستاذ ابراهيم بلال رمظان (نائب رئيس حركة ايرا سابقاً).
الهيئة التي ترفع شعار "التعليم" كأساس للنضال، وكسبيل للحصول على الحقوق، كثفت مؤخراً نشاطاتها بشكل لافت، وهو ما جعل البعض يتساءل: هل بدأت هيئة الساحل في محاولة سحب البساط من تحت حركة "ايرا"، التي يتزعمها بيرام الداه اعبيد، وانتزاع المشعل الحقوقي منها؟
يرى مراقبون أن هيئة الساحل استغلت الفرصة المواتية ، والتي تمثلت في انتهاج رئيس حركة "ايرا" بيرام الداه اعبيد سياسة التهدئة ومنح الفرصة، وتجنب الصدام مع النظام، بعد لقائه بالرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وذلك على منحيين : داخلي، وخارجي.
1- المنحى الداخلي : قامت الهيئة بسلسلة نشاطات وتحركات من بينها إطلاق حملة في 1 اكتوبر لدعم تمدرس أبناء الفقراء، والتكفل بدراسة بعض التلاميذ المنحدرين من الأسر المنتمية للطبقات الهشة.
إضافة إلى إطلاق حملة حقوقية في 16 من اكتوبر للتضامن مع الطفلة المغتصبة "وردة" عبر جمع التوقيعات المطالبة بإنصافها.
هذا فضلاً عن إطلاق حملة تدوينات تنتقد تعيينات مجلس الوزراء، وتتحدث عن إقصاء أطر "الحراطين" من التعيينات، بل وإبعادهم من المناصب التي كانوا فيها سابقا (بيجل - مدير الاذاعة سابقا).
2- المنحى الخارجي : بدأت الهيئة أواخر شهر سبتمبر الماضي سلسة تحركات دولية لتسويق رؤيتها النضالية، وحشد الدعم لها، حيث سافر رئيسها ابراهيم بلال إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعقد لقاءات رسمية بشخصيات في وزارة العمل الامريكية وغيرها، كما شارك في ورشات عن العبودية، وكذا لقاء دولي لممثلي الحركات الاجتماعية ومنظمات المجتمع الدولي الناشطة في المجال في واشنطن، وشارك في وقفة أمام الأمم المتحدة لممثلي الشعوب المطحونة وضحايا التراتبية، كما تجول في عدة مدن أمريكية (شيكاكو - نيويورك) والتقى ببعض النشطاء من الجالية الموريتانية هناك.
و لم تقتصر جهود الهيئة ونشاطتها سبيلا لحشد الدعم على الولايات المتحدة فقط ، بل تعدتها إلى أوروبا، حيث ألقى عابدين مرزوك ممثل الحركة في ألمانيا في 19 اكتوبر محاضرة عن نضالات "الحراطين".
وعلى المستوى الافريقي شارك القيادي و الحقوقي الشاب الناشط في صفوف الهيئة في مؤتمر المنتدى الافريقي حول التعليم المنظم في تونس في 28/29 من نفس الشهر.ض
وخلال الفترة المنصرمة وصل النشاط الخارجي للهيئة ذروته بسفر رئيسها أمس الثلثاء إلى "جنيف" بعد تلقيه دعوة من المفوضية السامية لحقوق الانسان لحضور جلسات المنتدى الدولي للأقليات الذي يناقش هذا العام موضوع "التعليم واللغة"، وهو شعار ظلت الهيئة ترفعه.