أدخله السائق إلى الغرفة وانصرف... بدت له كئيبة؛ الإضاءة خافتة، والجدران عارية إلا من ساعة بشعار الجزيرة تدق عقاربها برتابة الزمن في زنزانة باردة.. الأثاث مقتصد حد التقتير، طاولة مستطيلة وثلاثة كراسي.. انهار على أقربها إليه. تطلع في الزاوية البعيدة فاكتشف وجهه في مرآة لم ينتبه إليها.. أصلح ياقة قميصه، وعدل وضع نظاراته وانتظر... بدا له الانتظار طويلا، وعززت هذا الشعور دقات عقارب الساعة.. كان الجو في الغرفة غريبا؛ لا هو بالبارد المنعش، ولا بالساخن المزعج.. جو يوتر الأعصاب، خاصة مع شعور ضاغط بأنه تحت المراقبة... تشاغل بمراجعة أوراقه، ففتح الباب فجأة...