قسم المتابعة الإعلامية ـ بي بي سي
ناقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية المطالب التي أرسلتها البلدان الخليجية ومصر إلى قطر من أجل رفع الحصار والعقوبات التي فرضتها على الدوحة.
وتشمل القائمة من بين 13 مطلباً إغلاق قناة الجزيرة، وإنهاء وجود قاعدة عسكرية تركية، وقطع العلاقات مع حركة الإخوان المسلمين، وتقليص الروابط مع إيران. وأُمهِلت قطر عشرة أيام للرد على قائمة المطالب.
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في 5 يونيو/حزيران بعد اتهامها بتمويل الإرهاب وتشجيع التشدد وعدم الاستقرار في المنطقة، لكن الدوحة تنفي هذه المزاعم.
" لحظة اختيار المصير"
رأى جميل الذيابي في صحيفة عكاظ السعودية أن "المطالب واضحة ولا تنتقص من سيادة قطر ولا وجودها، كما يحاول أن يروج المنتفعون والكارهون لوحدة البيت الخليجي... لأن تلك المطالب والشروط التي أبرزها 'معسكر المقاطعة' منذ اليوم الأول للأزمة واضحة وشفافة ولمصلحة أمن قطر نفسها قبل غيرها".
وأكد الذيابي: "ليس الهدف كسر قطر ولا الوصاية عليها ولن يكون وليس واردًا، لكن عليها الرجوع عن أخطاء السياسات السابقة وتنفيذ تلك المطالب بدقة متناهية حتى يمكن الوثوق بها من قبل الأشقاء والتعامل معها مجددًا".
في سياق متصل، قال محمد الحمادي في افتتاحية صحيفة الاتحاد الإماراتية :"نريد قطر الأصيلة، قطر من دون أكاذيب الإخوان، قطر من دون اختراق إيران، قطر من دون دعم الإرهاب، قطر التي تخاف على مجلس التعاون الخليجي، والتي تهمها مصلحة وطنها العربي، قطر ما قبل التسريبات، وما قبل المكالمات التآمرية، قطر التي تعرف من هو عدوها وعدو شقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي".
أما صحيفة الأهرام المصرية فرأت أن قطر تواجه "لحظة اختيار المصير، فإما العودة للخليج أو العزلة العربية".
"فرمان تعجيزي"
مصدر الصورة Reuters
في صحيفة الغد الأردنية، وصف فهد الخيطان المهلة الممنوحة لقطر بأنها "عشرة أيام فاصلة"، كما كتب محذراً: "الأزمة الخليجية ستدخل طوراً زمنيًا طويلًا، لا يعود ممكناً معه توقع انفراجة دبلوماسية قريبة. وسيترتب على هذا الوضع مزيد من الاستقطاب السياسي والإقليمي والدولي، واتساع دائرة المواجهة الإعلامية والدبلوماسية بين الطرفين، وشلل شبه تام في منظومة مجلس التعاون الخليجي وصولاً إلى انهياره وانسحاب دولة أو دولتين منه على المدى القريب".
ووصفت دعاء سويدان في الأخبار اللبنانية المطالبات العربية بأنها " فرمان صارم وتعجيزي من المحمّدين"، نسبة إلى محمد بن سلمان ولي عهد السعودية ومحمد بن زايد ولي عهد الإمارات، بهدف "إذلال قطر".
واضافت سويدان: " المطلوب واضح إذاً: ليس تأديب الإمارة الخليجية فقط، بل كسرها وإجبارها على التخلي عن أي وجه من وجوه التمايز أو الاستقلالية عن الدول التي تقود مجلس التعاون".
بالمثل، كتبت صحيفة القدس العربية اللندنية في افتتاحيتها: "بعد استهدافها السياسة الخارجية وأمن قطر تتوجّه 'المطالب' إلى إنهاء قدرتها على الدفاع عن نفسها إعلامياً من خلال طلب إغلاق قنوات الجزيرة والقنوات التابعة لها.. بقية 'المطالب' هي شروط إذعان اقتصادي تظن أنها تستطيع وضع قطر تحت الوصاية السياسية والعسكرية والمالية لدول الحصار، وهو وهم استراتيجي فادح ستثبت الأيام المقبلة خطأه".
وفي صحيفة الوطن القطرية، اعتبر مازن حماد لائحة المطالب "صك استسلام" موضحاً أنه "إذا كان الذين صاغوا الرسالة قد رفضوا نصيحة وزير الخارجية الاميركية ركس تليرسون بتقديم مطالب قابلة للتنفيذ الى قطر، فإنهم يكونون قد قرأوا الفاتحة على روح الأزمة، ووضعوا الدوحة في موقف سهل، الأساس فيه عدم الرد، من منطلق أن الرضوخ لهذه المطالب... يمثل استحالة بالنسبة للقيادة القطرية".
وعلى نفس المنوال، كتب عبد الله المري في صحيفة الراية القطرية: "من ينظر لهذه المتطلبات يدرك أننا أمام شروط تعجيزية وتدخل فج في السيادة والسياسة القطرية التي تقوم على مبدأ رفض الوصاية والتدخل في شؤونها الداخلية رفضًا باتًا وقاطعًا. ونتأسف ونستغرب أن تكون الخطوة التي اتخذتها هذه الدول ضد قطر، هي إجراءات تصعيدية غير مسبوقة. وحتى مع تسريب هذه المتطلبات، لا نعرف ما هي الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة، فمازلنا حتى الآن نجهلها ونستغربها".