ذكر باحثون أمس الجمعة أن طفرة جينية مشتركة ترتبط بزيادة العمر عند الرجال بنحو عشر سنوات.
ولسوء حظ النساء فإنه لا يبدو أن لهذه الطفرة -الموصوفة في مجلة ساينس أدفانسيس العلمية- أي تأثير عليهن، ومع ذلك فإنها تنضم إلى قائمة قصيرة من المتغيرات الجينية التي ظهر أنها تؤثر على العمر البشري.
ومن خلال دراسة هذه الجينات، قد يتمكن العلماء من تصميم أدوية تحاكي تأثيرها وتبطئ الشيخوخة، لكن البحث عنها كان دائما بطيئا وشاقا.
فعندما يتعلق الأمر بطول العمر، فإن التنشئة أو التغذية تحمل تأثيرا أقوى من الطبيعة، ففي سنة 1875 على سبيل المثال، كان متوسط العمر المتوقع في ألمانيا أقل من 39 عاما، أما اليوم فهو يزيد على ثمانين عاما.
ولم يكتسب الألمان هذه العقود الإضافية بسبب التطور وتغيرات إطالة العمر في جيناتهم، وإنما بسبب حصولهم على مياه نظيفة وطب حديث وغير ذلك من وسائل حماية الحياة.
ومع ذلك، فإن الوراثة تؤدي بوضوح دورا متواضعا في مدة حياة الناس، فعلى سبيل المثال، أظهرت عدة دراسات أن التوائم المتماثلة التي تمتلك الجينات ذاتها، يميلون إلى أن تكون لهم فترة حياة مماثلة أكثر من التوائم الأخوية.
كما وجد باحثون في دراسة في 2001 على مزارعي الأميش في بنسلفانيا، أن الأقرباء الأقرب صلة يعيشون على الأرجح فترة عمر متشابهة أكثر من الأقرباء البعيدين.
وفي الدراسة الأخيرة درس باحث إسرائيلي لسنوات هرمونات النمو في 567 من يهود الأشكنازي الذين تزيد أعمارهم عن ستين عاما وأبنائهم، فوجدوا أن الطفرة كانت حاضرة في 12% من الرجال الذين تزيد أعمارهم على المئة، وأن نسبتها لديهم كانت ثلاثة أضعاف نسبتها لدى الرجال في السبعين من العمر، في حين أنها كانت حاضرة في الإجمال بنفس النسبة لدى كلا المجموعتين العمريتين من النساء.
وتوسع الباحثون في الدراسة بفحص الجين في مجموعات تتميز بأعمار طويلة في الولايات المتحدة وفي فرنسا وثالثة في مجتمع الأميش، الأمر الذي رفع إجمالي عينة الدراسة إلى 814 شخصا، وفي كل من المجموعات الثلاث لاحظ الباحثون الأمر ذاته، وهو أن الطفرة في جين هرمون النمو ترتبط بأعمار أطول.
المصدر : نيويورك تايمز