انتقادات لاذعة متبادلة بين دول الخليج وسط استمرار الأزمة مع قطر

سبت, 10/06/2017 - 15:38

(رويترز) - واصلت دول خليجية تبادل الانتقادات اللاذعة العلنية يوم السبت مما يشير إلى عدم إحراز تقدم يذكر لحل أسوأ خلاف تشهده المنطقة منذ سنوات وذلك بعد خمسة أيام من قطع دول عربية العلاقات مع قطر.

وعبر زعماء أجانب عن شعور متزايد بالقلق لاستمرار الأزمة بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة أخرى. وتتهم الدول الأربع بدعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قطر بدعم إيران المنافس الإقليمي لهم وبدعم متشددين إسلاميين.

وقادت الكويت جهودا محلية للوساطة لكن الدول الأربع كثفت الضغط يوم الجمعة بإدراجها عشرات الأشخاص الذين يشتبه في وجود صلات لهم بقطر على قوائم الإرهاب.

وانتقد مسؤول كبير بالإمارات قطر يوم السبت ووصفها بالرياء وقال في سلسلة تغريدات على تويتر إن تمويل قطر للمتشددين بث الفوضى والعنف في أنحاء المنطقة.

وقال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية "تقود قطر نمر التطرف والإرهاب مما يكلف المنطقة والعالم الكثير".

وأضاف "الدبلوماسية هي الحل الوحيد. العملية لن تؤتي ثمارها إلا بعد ظهور أدلة واضحة على أن قطر ستكف عن دعم وتمويل التطرف والإرهاب".

* "واضح وشفاف"

ورد وزير خارجية قطر بالقول بأن الاتهامات الموجهة لبلاده ما زالت "غير واضحة". جاء ذلك في سياق مقابلة أجرتها معه قناة روسيا اليوم بالعربية في موسكو بعد محادثات أجراها مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.

وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني "قطر تلام بأن لها علاقة مع إيران مخفية وعلاقاتها مع إيران واضحة وشفافة... والإجراءات التي اتخذت ضد دولة قطر لم يتم اتخاذها ضد إيران. هناك علامة استفهام كبيرة بالنسبة لنا.. ما سبب هذا العداء وهذه الإجراءات العدائية".

ونفى الوزير القطري دعم بلاده لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر ولحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تدير قطاع غزة. ورفض تقريرا لوسائل الإعلام السعودية بأنه اجتمع في بغداد مع قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني واصفا التقرير بأنه "من نسج الخيال".

وقال إن قطر ما زالت ملتزمة بجهود الوساطة التي تقودها الكويت لكنه لم يتلق بعد أي قائمة واضحة بالمطالب.

وفي الوقت الذي بدت فيه جهود المصالحة في الخليج متعثرة عبر زعماء في روسيا وتركيا وألمانيا والولايات المتحدة عن قلق متزايد.

وبعد أن وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الوضع بأنه "مقلق للغاية" حذر وزير خارجيتها زيجمار جابرييل يوم السبت من أن الوضع قد يقود إلى حرب.

وأبلغ وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بقلق موسكو ودعا إلى إجراء محادثات.

واستضاف الرئيس التركي طيب إردوغان،الذي تعهد بتقديم الغذاء والقوات لقطر في مواجهة حصار من جيرانها، وزير خارجية البحرين ودعا إلى حل الخلاف بحلول نهاية شهر رمضان.

* رسائل متباينة

الرسائل المتباينة التي تصدر عن المسؤولين الأمريكيين تعقد على الأرجح الجهود الدبلوماسية حيث تنتقي وسائل إعلام خليجية من بيانات مختلفة لدعم مواقفها.

وأصدرت السعودية والبحرين بيانات ترحب بمطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقطر بوقف دعم الإرهاب في حين تجاهلتا دعوة وجهتها وزارة الخارجية الأمريكية لهما بتخفيف الضغط على قطر.

وقالت السعودية في بيان نشرته وكالة أنبائها نقلا عن مصدر مسؤول "محاربة الإرهاب والتطرف لم تعد خيارا بقدر ما هي التزام يتطلب تحركا حازما وسريعا لقطع كافة مصادر تمويله من أي جهة كانت".

ورحبت أيضا البحرين في تقرير نشرته وكالة أنبائها بالجهود الأمريكية لضمان "التكاتف الدولي" بشأن القضية.وفي بيان منفصل، أشادت الإمارات يوم الجمعة "بقيادة الرئيس دونالد ترامب في مواجهة دعم قطر المقلق للتطرف".

وقال ترامب يوم الجمعة "دولة قطر.. للأسف.. لها تاريخ من تمويل الإرهاب على مستوى عال للغاية"، إلا أن البنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية) ووزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون حذرا من الآثار العسكرية والتجارية والإنسانية للحصار الذي فرضته دول عربية على قطر.

وأورد تقرير آخر لوكالة الأنباء السعودية يوم السبت دعوة تيلرسون لقطر بالكف عن دعم الإرهاب لكنه لم يشر إلى تصريحاته التي قال فيها إن الأزمة تضر بالمواطن القطري العادي وتعرقل المعاملات التجارية وتضر بقتال الولايات المتحدة لتنظيم الدولة الإسلامية.

وقالت السعودية إن خطوتها تساير "مخرجات القمة العربية الإسلامية الأمريكية" التي انعقدت في الرياض الشهر الماضي حيث ألقى ترامب كلمة عن التطرف الإسلامي.

وقال ترامب إنه ساعد في وضع خطة التحرك ضد قطر غير أن مسؤولا كبيرا في الإدارة الأمريكية قال لرويترز الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة لم تتلق أي مؤشر من السعوديين أو الإماراتيين خلال الزيارة بأنهم سيقطعون العلاقات مع قطر.

وأعلنت النيجر يوم السبت استدعاء سفيرها من قطر تضامنا مع الدول العربية التي قطعت علاقاتها مع الدوحة.

 

تصفح أيضا...