الذهب قرب " القبرة " ـ قصة البحث عن الثراء في مثلث الفقر

سبت, 10/06/2017 - 15:14

قالت وكالة  كيفة الإخبارية إن وجهة للتنقيب عن الذهب قد ظهرت في ولاية لعصابة و قال الموقع إن  ﺑﻠﺪﺓ " ﺑﺪﻣﻴﺎﻥ " لم تعد مجرد ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺒﺮﻩ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺑﺎﺭﻛﻴﻮﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻘﻌﺔ ﺍﻟﻤﻌﺰﻭﻟﺔ ﺍﻟﻬﺎﺩﺋﺔ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﻀﻮﺿﺎﺀ ﻭﺃﺯﻳﺰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺻﺨﺐ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﻗﺒﻠﺔ ﻟﻤﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻘﺒﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺪﻓﻘﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﺷﻬﺮ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ .
ﺭﺟﺎﻝ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻳﺤﺪﻭﻫﻢ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﺗﻮﺩﻳﻊ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻳﻌﺪ ﺃﻓﻘﺮ ﺑﻘﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .
ﻳﻨﺘﺸﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﻋﺪﺓ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍﺕ ﻋﺒﺮ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﺟﺒﻠﻲ ﻳﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻳﺒﻜﺮ ﺍﻟﻤﻨﻘﺒﻮﻥ ﻟﺤﻔﺮ ﻣﺎﻝ ﻳﺴﻤﻰ " ﺍﻟﺤﺴﻴﺎﻥ " ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺃﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻭﻝ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺻﺨﻮﺭ ﺻﻠﺒﺔ ﻭﺑﺠﻬﻮﺩ ﻣﻀﻨﻴﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻀﻲ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻳﻮﻣﻬﻢ ﻭﺍﻟﻌﺮﻕ ﻳﺘﺼﺒﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻔﺮ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﻠﺊ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ ﻣﻦ ﺧﻨﺸﺎﺕ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ

عد ذلك تأتي المرحلة الثانية حيث يتم التعامل مع أصحاب ماكنات الطحين حيث تطحن الخنشة بسعر 5000 أوقية وبواسطة المياه والمصافي اليدوية وإضافة مواد منها الزئبق تتم تصفية الذهب الخالص.

المنقبون قالوا إن نسبة الذهب في الخنشة الواحدة يتراوح بين 3 إلى 10 غرامات وهو الأمر الذي يشجعهم على الاستمرار في العمل والصبر وحصد الكثير من الحجارة.

وحسب هؤلاء فإن الذهب في هذه المنطقة لا يوجد خالصا وحده كما هو حاصل في "تازيازت" وبعض المناطق الأخرى وإنما هو من مكونات الحجارة هناك التي لا بد أن تمر بالمراحل المذكورة والمتعبة ، المكلفة.

هؤلاء المساكين الذين تصببوا من كافة ربوع موريتانيا لم يعد بإمكانهم العمل والحصول على النتيجة المرجوة فقد باتوا مطاردين من طرف عناصر الدرك التي لا تغادر المكان، ولا يجد المنقبون فرصة للعمل سوى ما يفصلهم مع فطنة الدرك لمكان اختبائهم لذلك أضحوا متنقلين من مكان إلى مكان مما ضاعف التكاليف عليهم وأنهكهم وجعل الكثيرين منهم يعودون من حيث أتوا بعدما تكبدوا خسائر كبيرة.

وفي تصريحات أدلى بها عدد من هؤلاء لوكالة كيفه للأنباء التي زارت المنطقة مؤخرا هاجم المنقبون السلطات وصبوا جام غضبهم عليها ، متسائلين عن مصلحة الدولة في مطاردة الفقراء والتضييق عليهم في رزق الله وطالبوا الرئيس الذي تسمى باسم الفقراء تركهم يعملون في هذه الجحيم وهم لن يأخذوا إلا ما كتب الله لهم.

لقد تحولت بلدة "بدميان" إلى مكان عامر وهناك ازدهرت حركة التجارة واستحدثت مطاعم وانتعشت مداخيل جميع الحرفيين من باعة لحم إلى تجار فحم إلى بائعات نعناع وخضر وغيرهم وللنساء حظ كبير من هذه الحركة الاستثنائية.

منقبو "بدميان" قوم يثيرون الشفقة فهم بشر معدمون جاءوا يبتغون رزق الله وبأقسى الطرق وأشدها صعوبة وانتهاكا لحقوق وخصائص البشر ومع ذلك لا يجدون رأفة من حكومة بلادهم التي تمنعهم من "تكسير الصخور ".

إن حالة هؤلاء لمن وقف عليها لتدمي القلب وتولد الكثير من الأحاسيس والمشاعر، وتجلعك تنورا يغلي غضبا وسخطا على هذه الحكومة التي لم تقدم شيئا للفقراء فإذا انتشروا في أرض الله طلبا لرزق الله ساقتهم بالعصي وأشعبتهم ضربا وتنكيلا.

سيأتي يوم إذا استمرت هذه السلطة الغاشمة يمنع على الناس فيه مد أيديهم لحبات النبق و"توكه" و"منجاقه" وكل ثمرات الله في أرضه !!

 

تصفح أيضا...