تقرير الشيخ بكاي ـ مورينيوز
تظاهر منحدرون من مدينة الرشيد والبلديات التابعة لها اليوم أمام مبنى الرئاسة احتجاجا على استمرار السلطات في العمل على تنفيذ سد يقول السكان إنه سيقتل نخيلهم ومزارعهم فيما تقول الغالبية من سكان تيجكجه عاصمة “تكانت” إنه ضروري لمكافحة العطش الذي تعاني منه المدينة.
ورفع المتظاهرون شعارات تدعو إلى الوقف الفوري للمشروع، ووزعوا بيانا يتهم وزارة الزراعة بـ”التصامم” ويوضح ما يصفونه بالآثار السلبية للسد في حال تم تنفيذه.
وتعمل السلطات بطلب من ممثلين لسكان تيجكجه على تنفيذ سد في منطقة “حنوك بغداده” إلى الجنوب الشرقي من المدينة من أجل حبس مياه وادي “إزيف”، وهو المنبع الرئيس للوادي الذي تقع فيه تيجكجة والرشيد والحويطات وقرى أخرى، ويعتمد نخيل كل الواحات بما فيها تيجكجه، وعيون السقي فيها على السيول التي تأتي خريفا من “إزيف”…
وقال بيان المتظاهرين إنه“على ضوء تصامم ” وزارة الزراعة عن الرفض الذي عبر عنه السكان “بكل الوسائل بدءا بالتواصل المباشر مع المشروع والوزارة والسلطات الإدارية مرورا بالمراسلات المكتوبة وانتهاء بالتظاهر في تكانت ونواكشوط”، فإنه “صار من اللازم تبيان المزيد من تناقض الجهات التي سوقت هذا المشروع الظالم” حسب تعبير البيان.
وعدد البيان مجموعة من الأهداف قال إن السلطات تبرر بها تنفيذ المشروع منها : “خلق و تطوير قاعدة متينة وظروف مواتية للمجتمعات الواحاتية تمكنها من تولى والمشاركة في تحقيق الأهداف الوطنية للحد من الفقر ومكافحة التدهور البيئي بصورة فاعلة” وتتفرع عنها أهداف أخرى هي: “تطوير قدرات التنظيم والإدارة المحلية وتشجيع المشاركة الفعالة للسكان -ولاسيما النساء والشباب- وتطوير التنمية المحلية وتحسين الإطار المؤسسي، و تعزيز الاستخدام الرشيد والمستدام للواحة ذات الإنتاجية المحتملة لا سيما من حيث الموارد المائية، وتطوير شبكة من الخدمات المالية للمجتمعات الواحاتية “.
وتساءل البيان:
“أي من هذه الأهداف ينطبق على حبس الماء عن 250 نخلة تتوزع في أكثر من 50 واحة، يزيد عمر بعضها على أكثر من ثلاثة قرون ويعتمد عليها عدد كبير من المواطنين؟”. وأردف: “ألا يعمل المشروع تماما على تحقيق عكس أهدافه؟”.
وأوضح أن ” أضرار السد لا يمكن مقارنتها بأي حال من الأحوال بنتائجه التي يقال عنها إنها ترشيد للماء وهو حق أريد به باطل؟ ” على حد قول البيان.
واعتبر البيان تجاوز ست روابط تنموية موجودة في الولاية “احتقارا للسكان”. واتهم الجهات المعنية بالعمل على تنفيذ المشروع “في جو يتسم بالغموض والغياب التام لمبدأ التشاركية” حسب تعبيره.
وأكد البيان أن موقعيه يحبون لـ”واحات بغداده” ما يحبون لواحاتهم “من نمو وازدهار ونتشبث بتزويد مدينة تجكجة عاصمة ولايتنا بالماء الشروب وهي التي عانت لعقود من محدودية المياه”، لكنهم لا يقبلون أن يكون ذلك على حساب الواحات الأخرى حسب البيان.
وناشد البيان الرئيس محمد ولد عبد العزيز أن يضع حدا لهذا المشروع “تفاديا لوقوع الكوارث الإنسانية والبيئية والاقتصادية والأمنية” حسب تعبيره.
وتعاني مدينة تيجكجه العطش: ندرة الماء وملوحته.. ويقول داعموا إقامة السد من سكانها إن إقامته تمكنهم من استفادة منظمة من ماء السيول. ويقولون إنه سيحل مشكلة العطش من خلال “إعادة شحن البحيرة الجوفية بالتحكم في سيلان البطحاء بحيث يتم الاحتفاظ بفائض الماء فقط لسقي المدينة ولفترات الشح” كما قال أحدهم لـ”مورينيوز”.
ويركز منحدرون من تيجكجه والرشيد على ضرورة البحث عن حل جذري لمشكل الماء في المدينة. وقال أحد هؤلاء لـ”مورينيوز” :” ينبغي أن يكون الضغط جماعيا، وأن يتعاون الكل من أجل إقناع السلطات بحل مشكل الماء في عاصمة الولاية فهي في الأخير مدينة الكل”.
وقال متابع مهتم إن دراسات أثبتت وجود ما يكفي من الماء في مناطق يمكن منها تزويد المدينة.