بقلم : محمد ولد بودادية
الشيخ محمد عبدالله ولد بودادية (أو اشريف سكله) أحد أكبر المربيين الصوفيين والعلماء العاملين والمناضلين الذين قضوا مضاجع الاستعمار وعجلوا برحيله من غرب إفريقيا. ولد الشيخ محمد عبدالله ولد بودادية حوالي ألف وثمان مائة وخمسة وسبعين بالحوض الشرقي وتوفي سنة ألف وتسع مائة وسبعة وخمسين في غينيا كوناكري في بلدته سكله التي اقترن اسمها باسمه وذلك بعد أن هاجر إلى غينيا سنة 1918.
حصل الشيخ معارف غزيزة ونهل من زلال علوم عدد من المشايخ الذين يشار إليهم بالبنان حيث استهل مسيرة التحصيل بمحظرة والده أحمد المعروف في الحوض الشرقي بالعلم والورع والصلاح والتصوف ثم شد الرحال إلى الشيخ محمد الاقظف الداودي والشيخ عبدالله ولد النكه القلاوي والشيخ محمد المهدي ولد محمد الحبيب والشيخ محمد الصغير ولد البان وكذلك بعض أحفاد شيخ الشيوخ الشيخ سيدي المختار الكنتي،فأخذ الشيخ محمد عبدالله العلم من أطرافه.
سلك طريق الصلاح من مساليكها ودخل إلى نادي العلماء والمربين الصوفيين من أوسع أبوابه،لكن علم هذا الرجل وصلاحه لم يكن إلا وجها واحدا من أوجه عطائه فالرجل أيضا ناهض الإستعمار بل شارك في معركة النيملان الشهيرة وأصيب بجروح بالغة في تلك المعركة . وفي بلاد المهجر وبالتحديد في قرية سكله دخل آلاف الوثنيين الدين الإسلامي الصحيح على يد هذا الشريف الذي ملأ الدنيا وشغل الناس بعلمه ومعروفه وكرمه حتى عد من أهم المتصوفين في غرب إفريقيا.
وكانت وفاة شيخنا الذي كتب عنه محمد مولود ولد داداه خسارة كبيرة حيث ظل سفيرا فوق العادة للإسلام والمسلمين وللموريتانيين في الشمال الإفريقي غير أن ما خفف تلك الخسارة هو أن ولد الفقيد الشيخ عبد المجيد تسلم المشعل وواصل مسيرة البذل والعطاء في حاضرة سكله بغينيا كوناكري تلك الحاضرة التي أسست على التقوى والصلاح والزهد والورع والكرم فتوسعت المحظرة واتسع المسجد وتضاعف توافد الطلاب من مختلف دول العالم إلى قرية سكله حيث المشايخ الشرفاء من دوحة بودادية ..