كانت "مراسلون" هي أول وسيلة إعلام افتتحت الجدل الذي دار على صفحات الفيسبوك حول الفتوى المثيرة بشأن "بيع الذنوب" عندما نشرت ورقةً عنه، وكانت هي من ختمه عندما نشرت بيانا حصريا للفقيه أحمد ولد النيني؛ أعلن فيه تراجعه عن الفتوى المثيرة.
وقد كان أولُ المشيدين بتراجع الفقيه ولد النيني عن تلك الفتوى؛ هم أولئك الذي ناقشوه فيها، حيث لم يخلُ نقاشهم - أحيانا - من بعض الحِدّة، وإن كان قد التزم حدود الأدب عموما.
الشيخ محفوظ ابراهيم فال
أحسنت يا شيخ
جزى الله خيرا الفقيه أحمد بن النيني على رجوعه عن الخطإ وتداركه للزلل وذلك يزيده وﻻينقصه ويرفعه وﻻيخفضه
ولم تثنه مجادلة المبطلين عنه وﻻتحامل المتحاملين عليه ..فالحق أحق أن يتبع...
ومن المهم جدا أن يعلم أن من اﻷخطاء ما ﻻ يسع الاختلاف حوله وﻻ يقبل التجاذب المذهبي والفكري وليس له إﻻ التوبة والرجوع كما فعل الشيخ مشكورا مذكورا
تاب الله علينا جميعا فكلنا نخطئ ونزل ونجهل وقد ختمت العصمة وأغلق بابها وبقي الخطأ أمرا بشريا فتح الله له باب التوبة بفضله ومنه وكرمه
نسأل الله أن يغفر لنا جميعا جدنا وهزلنا و خطأنا وعمدنا و كل ذلك عندنا
ماكان أغنانا وأغنى الشيخ والمحدث أحمد ولد النيني حفظه الله عن تلك التضمينات التي اوردها للامامين خالدي الذكر القرطبي ومحمد ولد محمد سالم رحمهما الله.
وماكان أحوجنا وأحوجه إلى التراجع عن ذلك اليوم بأمانة العالم وبصيرة الفقيه .
كم جميل أن يملك العالم قوة الفضيلة وفضيلة القوة
يعقوب ولد المختار
جزى الله الشيخ الفقيه ولد النيني خيرا على رجوعه إلى الحق واستغفاره من فتواه الأخيرة، فهكذا أخلاق العلماء وأهل الفضل والدين.
حسنات الرجوع تزيده رفعة في الدنيا والآخرة.
ثم عاد يعقوب وكتب:
قال ابنُ الجوزي: «وقد كان في السلف - قدَّس اللهُ أرواحهم - مَنْ إذا عرف أنه قد أخطأ لم يستقرَّ حتى يُظهر خطأه، ويُعلم من أفتاه بذلك».
محمدن ولد الرباني
لقد سن الشيخ أحمد بن النيني حفظه الله وجزاه خيرا للكبار سنةَ الرجوع عن الخطأ إذا انجلى فهل يفهمون الدرس؟
وهل يفهم الدرس أولئك الذين يتبعون الشخص لذاته فإن ضل ضلوا؟
محمد الحسن ولد أحمد
(الرجوع إلى الحق منقبة)
جزى الله الفقيه أحمد ولد النيني خير الجزاء على رجوعه عن خطئه، وهو موقف يحسب للرجل حين قل المعترفون اليوم بأخطائهم، وشاع اللجاج والدفاع عن الخطأ الواضح بين المنتسبين للعلم فضلا عن غيرهم ...
ـــــــــــــــــــــــــ
أما الفقيه الشاب محمدن ابوه فقد حذر من يظنون هذا التراجع "انتصارا" لهم، منبها إياهم إلى أنه لم يتراجع بسببهم، وكتب:
لا يمتلك العلامة ولد النيني صلاحية إبطال فتوى ليس هو صاحبها. وما فعل لا بأس فيه لكنه لا يعدو كونه رجوع عن تحديث الناس بما لا يفهمون.
فإذًا لا تستبشروا يا جهلة الفيس "واتروموها" (عن ألا الِّ گال عالم اج راجع عنوا بيه انتوم).
في دقائق الفروع ما هو أغرب من هذا من ما تتصدع له رؤوسكم وله مدركُه ومستندُه في الشرع
فالحق لا يعرف بالرجال ** إلا من النساء والأطفال
ارجعوا إلى قواعدكم بعد هذه الغارة الشعواء.. لكن لا تفكروا في الإقلاع ثانية لضرب أهداف شرعية.
وختم ولد ابوه تدوينته بهاشتاغ #تعلم_قبل_أن_تتكلم
الشيخ ولد بلعمش
وأغلق ولد النيني الملف فخرج كما دخل عالما سليل أعلام علماء.. ولم يستو الناس فمنهم قليل حاوره بالعلم والحسنى سرا أو علنا ابتغاء للحق.. وبعضهم أساء الخُلُقَ.. وأضاف الفقيه إلى فضائله فضيلة أكبر وهي التراجع والتصريح بالتوبة عند اللزوم.. وصدق الله ومن أصدق من الله قيلا .. قال جل من قائل (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ).
الشيخ سيدي عبد الله
أعجبني جدا بيان الفقيه أحمد ولد النيني الذي تراجع فيه عن الفتوى التي أثارت الجدل مؤخرا.. وهو محق في تبرير ذلك التراجع..
هذه هي أخلاق العلماء والفضلاء..
وما زلت أشدد على ضرورة أن نتحلى نحن بالقيم الأخلاقية التي تحترم هؤلاء وتقدرهم وأنه يمكننا مناقشتهم ومحاورتهم دون التهكم والسخرية منهم ودون تأويل نياتهم تأويلا براغماتيا ضيقا.. فإن فعلنا العكس فنحن نسن للجهلة والغوغاء سنة سيئة ستقضي علينا يوما وهي أنه لا احترام لشيء ولا تقدير.
شكرا للأستاذ أحمد ولد النيني ولغيره من فقهائنا الأفاضل.
المدون محمدن انجبنان مامون اعتبر "التراجع" مندرجا في فضائل الفقيه الكثيرة:
عن ولد النيني....
-منذو 20 سنة ظهرت حالات من الكوليرا في كبة سيزييم. فصار الناس يستعملون "ماء جافل" لتعقيم الماء. سألته إن كان الماء المشُوبُ بجافل إوظِّي... فكر قليلا وقال لي: لا أدري. و كانت هي المرة الوحيدة التي سمعت فقيها أو مفتيا يقول لا أدري...
-وهاهو اليوم يصبح - حسب علمي - أول وربما آخر عالم يتراجع عن فتواه ويتوب جهارا...
-راجي عن يفهمُو وحديْن هوْن عن العالم إنسان يخطئ وبالتالي يجوز نقده خاصة عندما يخوض في السياسة... والتجارة...
ايمان منت اجاه
هكذا هم ورثة الأنبياء
لله درك يا شيخنا فقد والله أخرست الألسنة التي لا تعرف من أين تبدأ ولا أين تتوقف من شدة الجهل وقلة الفهم لكلام العلماء، والتي تتهافت على نشر أسطر تقص ما قبلها وما بعدها لكي تجد منها ما يشفي الغليل...
هكذا يكون العالم عالما فعندما يرى أن المتشدقين بدؤوا يفسرون كلامه على هواهم يتبرأ ولا يكابر ويتوب إلى الله فالتوبة واجبة سواء على من لزمته أومن لم تلزمه فهي واجبة دائما
وكما قال شيخنا الولي الصالح محنض باب ول امين:
فتب وجدد المتاب كل حين ** ولو غدوت من كبار الصالحين
فليس يخلو كمل الأقطاب ** من بعض ما يدعو إلى المتاب
حفظ الله الشيخ العلامة أحمد ولد النيني
ابراهيم أحمد سالم
توضيح الفقيه ولد النيني فضيلة تذكر له، وتبين للأتباع أن الدفاع عن زلة العالم تعصب .
Assia Bouh رأت أن الفرصة سانحة لمراجعة غرائب الفتاوى التي تغص بها منظومتنا الدينية والفكرية:
ما ذكر ولد النيني في قضية بيع الذنوب، قد يكون فقط من باب سرد غريب الفتوى، وهو من ما لا يجب عرضه على العوام. وبيانه الذي صدر مؤخراً يطوي الجدل حول الموضوع، لكن ألسنا نتعامل يوميا بالكثير من شواذ الفتاوي؟ أليست منظومتنا الدينية والفكرية متخمة بغرائب الفتاوي؟ أم أننا لتعودنا عليها لم تعد تسترعي انتباهنا الأمور الأقل شانا ......
محمد يحيى احريمو
ليس من أخطأ الصواب بمخط ** إن يؤب لا ولا عليه ملامه
أثبت شيخنا الأستاذ أحمد ولد النيني أنه ممن يمتلك الشجاعة الأدبية، ويتحلى بالإنصاف والتجرد، فأعلن رجوعه عن فتوى "بيع السيئات" المثيرة، جزاه الله خيرا.
ثم عاد ولد احريمو وكتب:
الرجوع إلى الحق خلق رفيع وشجاعة أدبية يفتقدها كثير من الناس، وهو من أوصاف المتقين قال الله تعلى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ)، والخطأ من الشيطان.
وللعلامة محنض باب بن اعبيد الديماني (1277هـ) أبيات سائرة في الفرق بين المكابرة والرجوع إلى الحق:
ليس من أخطأ الصواب بمخط ** إن يؤب لا ولا عليه ملامه
إنما المخطئ المسي من إذا ما ** ظهر الحق لجَّ يحمي كلامه
حسنات الرجوع تذهب عنه ** سيئات الْخَطَا وتنفي الملامه
وهي من أحسن ما قيل في الموضوع.
وقد اتفق ذات مرة أن العلامة الصالح أعمر بن محمْ بوبه (1995م) أفتى في مسألة فراجعه ابن عمه الفقيه الشاعر المفلق محمد بن بَيْدَرْ بن الإمام حتى رجع عن ذلك، وكتب له برجوعه، فقال محمد ولد الإمام مضمنا أبيات الشيخ محنض باب:
نفث الحبر في اليراع سلامة ** من حبيب أهدى إليك سلامه
إن في الكاغد الذي قد أتانا ** حسنَ الخط نثرَه ونظامَه
خطأ العالم الجليل كثير ** ليس فيه على القصور علامة
كم أصاب الصواب في العلم عمرو ** رفع الله في الأمور مقامه
رحم الله من يقول قديما ** برد الله في الضريح عظامه:
(ليس من أخطأ الصواب بِمُخْطٍ ** إن يؤب لا ولا عليه ملامة
إنما المخطئ المسي من إذا ما ** ظهر الحق لج يحمي كلامه
حسنات الرجوع تذهب عنه ** سيئات الْخَطَا وتنفي الملامة)
ولو تتبعنا ما نقل عن العلماء الأفاضل مما يشبه هذا لطال الكلام، والله الموفق.
الفقيه والكاتب محمد سالم ابن جد رأى أن الجدل آل إلى "فضيلةٍ" حازها ولد النيني بتراجعه عن فتواه، و"خسرانٍ" لَحِقَ الذين ناصروه على الخطأ:
فضيلة وخسران
أعلن الشيخ أحمد ولد النيني التبرؤ والتوبة والاستغفار من القول بجواز "بيع الذنوب" مؤكدا ما علم من الدين ضرورة من الفساد الشرعي لبيع من هذا القبيل.
عودة الشيخ إلى جادة الصواب وتبرؤه من الخطأ فضيلة تليق بسمو العلماء ومكانة العلم. وقد يكون هذا جليا، ومن ثم فلا حاجة لذكره.
لكن ينبغي أن يحسب له أيضا خسران الذين ناصروه على الخطأ {وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق} جهلا مركبا وتقليدا أعمى؛ فقد عراهم وتركهم في حمأة الخطأ! وإذا كانوا صادقين في موقفهم فعليهم التمسك به والاستمرار فيه، مع البحث عن مستند جديد طبعا.
ـــــــــ
وكان من بين المدونين من رأى أن الفقيه ولد النيني لم يتراجع عن فتواه، وإنما عَدَلَ عنها إلى رأي آخر رآه أنسبَ للمخاطَبين اليوم:
فقد كتب المدون الشيخ ولد بتار:
أولا...
أعتذر عن وصف من انتقدوا الشيخ ولد النيني فيما قاله بالغلمان لأن فيهم بالفعل من له وزن علمي وإن كان لا يصل إلى مرتبة ولد النيني..
ثانيا...
لاحظت أنه لما عقب ولد النيني على ما قاله اعتبره البعض انتصارا لهم، وتفاخروا به وهذا يوحي بان الانتقاد لم يكن لوجه الله..
ثالثا.. وهو الأهم...
أن ما عقب به ولد النيني ليس فيه تراجع عن ما اتهمه البعض به من كذب على القرطبي.. كما أنه لا يعد إغلاقا لحكم بيع الذنوب لأن ولد النيني لم يجتهد حتى يتراجع عن اجتهاده..
فالفتوى تظل قائمة اللهم إلا إذا بعثا من اسند إليهم القول بها وتراجعا عنها..
ولكن الشيخ ولد النيني.. اجتهد من نفسه ليقول بأن هذه الفتوى في زمننا الحاضر قد لا تكون مستساغة..
ولكن اجتهاده هذا لا يلغي الفتوى وإنما فقط جعلنا أمام رأي آخر..
فمن أخذ به فهو على صواب، ومن أخذ برأي الشيخين فهو أيضا على صواب..
ـــــــــــــــــــ
وجاءت تدوينةُ كمال ولد ابه شبيهةً بِرَدٍّ على التدوينة السابقة، حيث كتب:
رجع الفقيه أحمد ولد النيني عن قضية "بيع الذنوب" - وهو شيء يحسب له في زمن العزة بالإثم - لكن المحير أن هناك من برر الموضوع ودافع عنه بحجج واهية، ومن أولئك قول أحدهم بأنه من باب "سد الذرائع" وليس العامة !
العامه ظرك ألا أنت يخيْ..
Ould Mauritanie
الآن وبعد أن تراجع الفقيه ولد النيني مشكورا عن فتوى جواز بيع الذنوب أتمنى أن يعرف أولئك الذين طالبوا بالصمت وعدم انتقاد الفقيه "لأنه ماه گد أفامكم" أنهم أيضا كانوا مخطئين.
وكما يقال: لكل جواد كبوة، ولكل عالم هفوة.
كل الشكر والتقدير للأستاذ الفقيه والوزير السابق أحمد ولد النيني بعد اعترافه بخطأ الفتوى المنسوبة إليه ووصفه إياها بالشاذة وتراجعه عنها وإشهاده الناس بالتوبة والبراءة منها وذلك بعد نقاش كبار العلماء والمتفننين في علم الأصول وقواعد الفقه فى بلادنا.
فهذا هو واجب الفقيه عند معرفة الراجح بالأدلة وهنا يكون الشيخ قد أغلق الباب فى وجه الصراع الجدلي الدائر بين خصومه الذين يبحثون في عثراته من جهة وبين المتعصبين له من تلاميذ ونحوهم من جهة أخرى .
بشير شيخنا محمدي
تحية إجلال وإكبار للشيخ ولد النينيِ الذي أعلن خطأه ورجع إلى الحق، وتباً لأولئك الجاهزين دائما للمنافحة عن تقديس أصنامهم من "الأفراد" حتى قبل أن يستبين الحق وحين رجوع الأشخاص المدافَع عنهم إلى الحق يبقى المتملقون (كـساحٰى) في قاعِ الوهم والسراب.