شكلت المعلومات حول السياق التاريخي لاختيار النشيد والعَلم الموريتانيين، الواردة في كتاب "موريتانيا المعاصرة: شهادات ووثائق"، الصادر عام 2009، الأرضيةَ العامة التي تم على إثرها إقرارُ تغيير العَلم والنّشيد الوطنيين.
ففي الجانب المتعلق بموضوع النشيد الوطني؛ تضمن الكتاب روايات عن سياقه التاريخي ذي الخلفية الحساسة، كما انتقد غيابَ روح الحماس الوطني في كلماته، رغم حمولتها الدينية الجليلة على حد تعبير المؤلف.
وقد جلبت المعلومات المذكورة نقاشا وتفاعلا منذ صدور الكتاب، اتخذ في الفترة الأخيرة طابعا سجاليا بين المؤلف وأسرة صاحب نص النشيد الوطني، نشرت "مراسلون" بعض فصوله.
وفيما يتعلق بالعَلم الوطني كانت رواياتُ الكتاب، حول الاقتباس من علم باكستان وعلم وهران الجزائرية أيام الاحتلال الفرنسي، هي الأساس الذي بنت عليه دوائرُ في السلطة إرادتَها في تغيير العلم، وقد تم التعبير عن ذلك صراحة بالتنصيص على الكتاب في مقال أخير لنائب الأمين العام للحكومة الدكتور محمد إسحاق الكنتي، ثم تناول مضمونَها الرئيس محمد ولد عبد العزيز في خطابه البارحة، حين أشار إلى رواية الاقتباس من علم باكستان الواردة في الكتاب.
يشار إلى أن كتاب "موريتانيا المعاصرة: شهادات ووثائق" من تأليف الباحث الموريتاني سيد أعمر ولد شيخنا، وقد صدر منه الجزء الأول، الذي يؤرخ للفترة ما بين (1957 - 1984)، وتحدثت فيه عشرات الشخصيات الموريتانية الوازنة: رؤساء ورؤساء حكومات ووزراء وقادة حركات سياسية، ونال حفاوةَ قطاع عريض من القراء لموضوعيته وطابعه التوثيقي.