باحث : اختيار النشيد الوطني كان موضوع مسابقة سنة 1977 " مقتبس من تدوينة "

خميس, 2016-10-13 09:22
السفير عبد القادر ولد أحمدو

ضمن السفير عبد القادر ولد أحمدو قصة مسابقة النشيد الوطني التي جرى لترتيب له سنة 1977 ضمن تدوينة عنونها متى سنغني معا للوطن ؟  ، و عززه بشهادة من كتاب " الوالي المساعد " لمحمد فال ولد اللطيف ..هذا نصها :

بالإضافة الي الطابع الاسلامي للدولة و للشعب الذي يكرسه دستور الجمهورية الاسلامية الموريتانية في ديباجته و في المادة 5 منه و الي المسألة اللغوية التي تم حسمها في المادة 6 تعتبر رمزية النشيد الوطني المنصوص عليها في المادة 8 من مقومات الوحدة الوطنية التي تستحق وقفة في نقاش حول التعددية الثقافية,,,,

فكما هو معلوم تعتبر الاناشيد الوطنية من جملة الطقوس التي تعبر بها الامم الحديثة عن شعورها القومي و عن مجدها و عن تاريخها و عن حماسها الوطني و قد اختلف . المعلمون الاوائل في النشيد الوطني فبعضهم كان متأثرا بالحماس النهضوي ويلقن للصغار: نشيد " هذا اخر نومنا بلادنا لا تشتكي " فيما يبدو ان عزف النشيد الوطني الرسمي الذي اعده الفنان الكبير سيداتي كان علي ايقاع "كل لله ناصرا " ومع اننا لم نقف علي نص قانوني محدد للنشيد الوطني فقد سمعنا من الثقاة ان مسألة النشيد الوطني ظلت مسألة خلافية ,,,,
فمن الشاهدين علي العصر من يقول ان وزارة الثقافة توصلت, في عقد السبعينات من القرن الماضي , الي خلاصة مفادها انه لاوجود لنص قانوني ملزم لنشيد وطني بعينه وان كل الاناشيد المتداولة في المدارس و في المحافل هي مجرد اعراف موروثة من اجواء الاستقلال و لذألك شكل الوزير العلامة عبد الله ابن بويه لجنة تضم من بين شخصيات اخري الشيخ محمد سالم ولد عدود رحمه الله و الشاعر احمدو ولد عبد القادر و الاديب الكاتب الخليل انحوي ,,,
و منهم من يقول ان ,مهمة اللجنة كانت تنحصر في اعداد مسابقة لاختيار النشيد الوطني بواسطة مسابقة علنية وبالتعاون مع الاذاعة الوطنية ,,كان ذألك سنه 1977و لم تنهي اللجنة اعمالها الي يومنا هذا ..وقد ورد ذكر تلك المسابقة في كتاب ’’ الوالي المساعد’’ لصاحبه فقيه الادباء و أديب الفقهاء الاداري المدني محمد فال ابن عبد اللطيف الذي يذكر الموضوع قائلا:
’’ووظفت في هذا النشيد أبياتا سبق ان ترشحت بها قبل ذألك بعام لمسابقة اختيار كلمات النشيد الوطني كان خطرها خمسين ألف اوقيه و هو مبلغ أذ ذاك يملأ الفم و هذه المسابقة نظمتها الأمانة الدائمة للحزب و لم ينجح فيها احد ,,و قد حدثني احد المقربين من السراي اذ ذاك انهم عرضوا النصوص المترشحة علي الرئيس المختار و لد داداه فلما رأي غالبها يتحدث عن حزب الشعب و شخصيته هو ,قال لهم: ما صنع شعراؤنا شيئا, فليس في هذه الاشعار علي جودتها ما يصلح لأن يكون نشيدا وطنيا لأنه ليس فيها ما يتحدث عن الثوابت الوطنية فأنا و الحزب و ما يحيط بنا ماضون و الحمد لله و أما الوطن فباق’’’ ,,,,,,,,,,,,,, انتهي الاستشهاد !
ومن الروايات المعروفة ايضا في هذا المجال ان’’ نشيد هذا اخر نومنا’’ هو من انتاج الشيخ ملعينين محمد الامين الشبيه السفير السابق اعده لشباب النهضة في مهرجان للتضامن مع دولة مدقسكار ولم يتم الاعتراف بهذا النشيد رغم ان المعلمين علي وجه الخصوص النهضويين منهم كان يعتمدونه في المدارس بعقد السبعينات من القرن الماضي
,,وقد تغني به جيل الاستقلال كما تغني بعدة اناشيد اخري نذكر منها نشيد ’’سيروا في حماء الله المعين ",,ومازال بعض هذه الاناشيد الوطنية يعزف الي الان من فرق الموسيقي التابعة للجيش الوطني بمناسبة رفع العلم والاستقلال, ,وهي اناشد تعيد ذكريات الاجيال المتعاقبة من الامة ,, و تهدف الي ترسيخ الشعور الوطني,
و اضافة الي الغموض الذي يحيط بالتأصيل القانوني للنشيد الوطني ترتفع من حين الي اخر اصوات تطالب بتغيير كلمات النشيد الذي يأخذ عليها البعض طابعها المذهبي الموجه اصلا, في مقاصده , ضمن نقاش بين العلماء ضد انتشار طريقة صوفيه في البلاد ..و يري اخرون انه يتعين تطوير النشيد بكلمات تعكس الشعور الوطني بمختلف تجلياته بينما يتمسك البعض به لقدسية و دلالته الاخلاقية الرفيعة و قيمته التاريخية الثابتة ,, و قد شهدت مواقع الاتصال الاجتماعي مؤخرا نقاشات كثيفة لهذا الموضوع ,,تعكس في مضمونها عمق التنوع الثقافي لموريتانيا و تعدد المرجعيات الثقافية لنخبتها.... ,
و قد يكون من نافلة القول ان نشير الي ان طبيعة المجتمع الموريتاني التقليدي بمختلف مكوناته تحيط الاناشيد و الاغاني و الموسيقي بعقلية التخصص الوظيفي الفئوي الذي يشكل عائقا لانتشار ثقافة وطنية ,, فكما هو معروف تشكل التركيبة الاجتماعية للمجموعات المكونة للشعب الموريتاني خصوصية ثقافية قوامها مزيج من العقليات البدوية و عادات المجتمعات الافريقية الزنجية و تتجلي في تمييز فئوي علي اساس المهن ,, يجعل من السيف و من الكتاب و من العود و من الطبل و من السندان الي غير ذألك من أليات المهن انسابا تتوارثها الاجيال.. و طالما شكلت تلك العقليات التي تعكس تنوعا ثقافيا اصيلا عقبة كبري في وجه التنمية المستدامة للبلد,,,

من صفحة السفير و كتب بعده,

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,مقتبس من محاضرة قدمها صاحب الحروف في الندوة الدوليه للتعدد الثقافي التي نظمتها المدرسة العليا للتكوين في يومي 19و 20 من نوفمبر 2012. اطلبه . بمحرك البحث من الشيخ كًوكًل في موقع "مراسلون". تحت عنوان : الجمهورية الإسلامية الموريتانية: وحدة وطنية، تعددية ثقافية / عبد القادر ولد محمد * سبت, 2014-09-06 11:39