في مدينة النعمة صبيحة ثالث يوم من شهر مايو الجاري أشرقت شمس وطنية وضاءة على ساكنة ولاية الحوض الشرقي أكبر مدن البلاد وأهمها من الناحية الديمغرافية والرعوية،حيث احتشدت الجماهير لتعانق القمة في لقاء يعبر عن وفاء صادق من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الذي كان رئيسا وطنيا يحس بالوطن وبإشكالاته الاقتصادية والثقافية والحضارية..
لقد كان خطاب فخامة رئيس الجمهورية جامعا لمعظم القضايا التي تهم المواطن، تلك القضايا التي قسمها إلى عدة محاور مفعمة بالدقة وصدق التحليل، وسنتعرض لبعض النقاط لنكتب عن بعضها في حلقات قادمة نخصصها لخطاب النعمة الثالث من مايو..
إن هذه الزيارة التي طغى فيها الجانب الاقتصادي حيث كانت زيارة تدشينات لمشاريع تنموية تراعي خصوصية وحاجية ساكنة الولايات الشرقية من البلاد لم تخلو من استعراض هوية هذا البلد التي يريد لها البعض أن تظل دائرة في حلقة مفرغة من تذبذب الانتماء، ويريد لها السيد الرئيس أن تظل كما كانت مسلمة عربية، لقد وقف السيد الرئيس وقفة حازمة وصارمة عند نقطة الانتماء ليستجيب لبعدنا الحضاري وتراكمنا الثقافي ليقول إننا دولة مسلمة عربية عربية عربية، ومن حقنا استضافة القمة العربية "ولو تحت الخيام" موريتانيا تفرض وجودها في جسم مكونتها الحضارية بفعل حسن سياستنا الخاريجية ونجاح دبلوماسيتنا..
إن تغييب البلد من دوره العربي الذي كان سائدا وإشكال هويته العربية الذي كان متجاهلا لدوره التاريخي، أشياء هامة حسمها خطاب السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز أمام ساكنة ولاية الحوض الشرقي المحتشدين في مشهد احتفالي بمقدم أحد أهم الفاتحين لعهد الإصلاح والتنمية الذي استعاد للدين الإسلامي عظمته وللبلد هيبته وللهوية قوتها..!!!
هذه الهوية التي كانت الوحدة الوطنية أهم أسسها عند السيد الرئيس ، تلك الوحدة التي قال عنها صاحب الفخامة في خطابه:" الوحدة الوطنية من المقدسات التي لا يعلو فوقها إلا الدين الإسلامي الذي أصبح يتلاعب به البعض للأسف". في إشارة واضحة من صاحب الفخامة إلى خطورة توظيف الدين وتوظيف الوحدة الوطنية لأغراض ليست وطنية، الشيء الذي يجب التصدي له لكي تظل البلاد قوية مرصوصة في وجه المحاولات التخريبية...
هكذا كان خطاب النعمة صريحا وقوي الحجة وواضح البرهان، تكلم السيد الرئيس بلغة الأرقام عن اقتصاد البلد وعن مكتسبات البلد فكانت الحجة دامغة للذين يرجفون في البلد ويتربصون بما تحقق له..
في نقاط نجمل بعض الفقرات التي وردت في الخطاب والتي سنستعرضها بالتحليل في مقالات لاحقة:
- "لن نكون عقبة للديمقراطية في البلد"؛
- تدشين مصنع الألبان؛
- تدشين مصنع تقشير الأرز لتوفير الأعلاف؛
- تدشين محطة كهربائية؛
- تحسين سلالة الأبقار؛
- مشروع مياه الظهر تنشيط الزراعة الاكتفاء الذاتي من الخضروات؛
- بلدنا بلد ديمقراطي ليس عندنا سجين رأي؛
- الشباب والنساء ضرورة انخراط في مجال السياسي دعوة للشباب؛
- الوحدة الوطنية تفعيل هذا المصطلح؛
- فتح مجال للحوار وتحديد ذلك بثلاث أسابيع للتفاهم الوطني؛
- حل مجلس الشيوخ وإنشاء مجلس جهوي مهتم بتنمية الولايات؛
- الحد من مركزية المشاريع التنموية؛
وفي الختام شكر رئيس الجمهورية الجماهير المحتشدة لاستقباله وطالبها بالمحافظة على المكتسبات الوطنية...